نساء قطر

أمل ضحوي الشمري

مؤسسة شركة احتضن الدوحة

     لعبت أمل ضحوي الشمري أدوار عديدة، منها العمل في البترول إلى تأسيس شركة (احتضن الدوحة)، رغبةً في مساندة وطنها في مهمته على التطوير الذاتي. إلا أنها تعمل وظيفيتين في نفس الوقت، استطاعت أمل في تقديم مشروع جديد للسوق والتقدم في مهنتها إلى مراحل أعلى. كامرأة ذات خبرة وتجربة شيقة، رأينا أنه من المهم مشاركة قصتها وأسرار نجاحها

لقد تخرجت من جامعة قطر بشهادة في إدارة أعمال، وبدأت أعمل في شركة أوريكس لتحويل الغاز في قسم الاستراتيجية، وعبر اجتهادي في العمل استطعت أن اترقى إلى منصب رئيسة قسم الاستراتيجية وإدارة الأعمال. برغم أن وظيفتي تركز على البترول، لم تمنعني من تحقيق ما أصبو إليه خارج نطاق العمل من خلال عملي في هذه الوظيفة نشأت فكرة (احتضن الدوحة) كردة فعل لظاهرة واجهتها في بيئة العمل، وهي جهل الموظفين الأجانب عن الثقافة القطرية ورغبتهم على التعرف عليها و بسبب شخصيتي الاجتماعية كنت دائماً أحاول أن أوفر أجوبة لتساؤلاتهم، لكن في بعض الأحيان لم أستطع على أن أجاوب بسبب قلة معرفتي عن أصول بعض التقاليد واحتجت أن استشير اهلي وابحث عن مراجع في المكتبة الوطنية لأوفر أجوبة صحيحة وسالمة. لكن في نفس الوقت كانت تصدمني بعض الأسئلة لأنها كانت بسيطة جداً تتطرق في مواضيع كُنتُ متوقعة أن يعرفوا عنها، فخططت جلسة على الأسلوب القطري التقليدي (مجلس تقليدي) لتعريف الموظفين على الثقافة القطرية. ازادت عدد الطلبات لعقد مجالس تعريفية من قبل شركات أخرى لتعريف الأجانب على الثقافة القطرية، ومنها أنشئت شركة "احتضن الدوحة" في ٢٠١٤  

  • ما هي أهداف شركة "احتضن الدوحة"؟

 هي شركة استشارية ثقافية تسد فجوة في التسويق الثقافي وتهدف على تقديم الثقافة القطرية للأجنبي بطريقة تُسهل تقبله واندماجه في المجتمع القطري، فتكون بوابة للثقافة القطرية. أهمية هذه المساهمة تأتي أيضاً في إطار تحقيق رؤية قطر ٢٠٣٠، التي تتمحور حول تطوير البلاد مع الحفاظ على الهوية الثقافية. هذا يساعدنا على تجنب اندثار الثقافة. مع الوقت نمت الشركة وبدأت بترتيب جلسات مختلفة، وجولات، واحتفالات ثقافية   

  • ما هو تصوركِ المستقبلي لشركة "احتضن الدوحة"؟

 جزء من مستقبل الشركة هو إنشاء مقر رسمي، وهدف هذا المقر أكبر من أن يكون واجهة للشركة فقط، فنحنُ نأمل أن نخلق بيئة نرحب بها الأجانب ونبني العلاقات بينهم وبين المجتمع القطري. نريد هذا المقر أن يكون أيضاً منصة لتشجيع القطريين في المشاركة في الحوار الثقافي، فيكون للشعب دور فعال في نشر الثقافة القطرية  

  • كيف توازنين بين العمل في وظيفتين؟

التوازن يعتمد على التخطيط السليم، فأنا دائماً أمشي مع دفتر أرتب فيه مهامي وأفكاري وأعطي كلً من مهامي انتباهي الكامل في ساعات متفرقة لأتفادى أن أغمر نفسي بالعمل بطريقة منهكة، فعبر تقسيم الوقت يستطيع الإنسان أن يكون مُنتجً أكثر. هناك أيضاً عامل رغبتي في المبادرة بأي طريقة ممكنة، لدي الطاقة لأشارك وأعطي وأنتج، فلماذا أحدُ من طموحاتي وقدراتي؟ حتى مع وظيفتين لدي رؤية لنفسي أن أطور من نفسي وأحول أفكار أخرى لي إلى مشاريع. الذي يشجعني على الاستمرار في هذا المنهج من الفكر هي رؤيتي لإنجازاتي، هنا أشعر أن كل الوقت والجهد الذي ضحيته يستحق كل هذا العناء هناك أيضاً عامل مهم في خلق هذا التوازن، آلا وهو توزيع العمل. العلم لا ينحصر فقط على شخص واحد، يجب تبادل العلم والخبرات مع الآخرين ليطوروا من أنفسهم ويساعدون في حمل الراية عنكِ في العمل، بهذه الطريقة أيضاً نظمن استمرار ونمو المشروع للأمد الطويل. على سبيل المثال، دوري في شركة "احتضن قطر" يقل كل يوم من أجل أن يصبح اسم المشروع بالمجتمع القطري والهوية القطرية بدلا من أن يرتبط بإسمي. أنا أرى أيضاً أن الوظيفة لا تقييد وتتحكم في حياة الإنسان، لأي أحد القدرة على تطوير نفسه خارج العمل، يجب على الشخص أن يعطي نفسه الفرصة بأن يوسع نظرته للحياة   

  • هل كان لدراستكِ الجامعية دور في تحقيق رؤيتك الشخصية؟

لعبت دراساتي دور مهم في بعض مشاريعي، على سبيل المثال، المواد التي تعلمتها في الجامعة لا تساهم كثيراً في وظيفتي في البترول، لكنها تلعب دور كبير في مشروعي الشخصي. في تخصصي درست عن إدارة الأعمال من منظور شامل، لكن العمل في الحقيقة يتمحور حول التركيز على قسم معين ذو أهداف خاصة، التي هي جزء من منظومة أكبر. لكن لدى تأسيس شركتي احتجت أن أنظر إلى كل جزء في المشروع، من الرواتب إلى الشعار، هنا كان لدراستي دور أكبر وفعال

  • كيف كان الإقبال من القطريين لمشروعك؟

في البداية كان هناك الكثير من التساؤلات لأنه لم تكن فكرة المشروع واضحة، ولم يستطيعوا على رؤية قدرة على التأثير، وهناك الكثير من الأشخاص الذين لم يروا أهمية هذه المساهمة لأنهم يضنون أن الكتيبات الإرشادية تؤدي الواجب الفرق بيننا وبين تلك الإرشادات أننا نريد أن نربي بيئة مريحة للأجانب لتسهيل فهمهم وتعايشهم في بيئة تختلف عن بيئتهم، فنحن لا نأمرهم بما يجب فعله بل نرشدهم عن الأسباب خلف تقاليدنا وعاداتنا   

  • ما هي الدروس التي تعلمتها من هذا المشروع؟

عبر هذا المشروع لقد تعلمت دروس كثيرة ومهمة التي غيرت من شخصيتي وتفكيري إلى الأفضل. كنت في السابق جداً خجولة من ناحية عدم تحدثي ومرافقة أشخاص لا أعرفهم. لكن عبر إنشاء الشركة استطعت أن أتحدث وأصاحب من حولي بأريحية وأن أبذل ما بجهدي لتطوير دولتي هذه مبادرة ذاتية ومهمة في تربية الإنسان. زادت رغبتي في العطاء، وأحاول أن أساهم بشتى الطرق لأرد الجميل إلى وطني. تعلمت أيضاً أن لدى عملي على فكرة أحبها وتفتح لي و للمجتمع أبواب أخرى لم تكن موجودة في السابق إحدى الدروس القيمة التي تعلمتها أيضاً هو تقبل آراء الآخرين، حتى لو اختلفوا عن رأيي الشخصي، وأن أكون منفتحة لغيري، لأن يمكن للإنسان تغيير رأيه للأفضل عبر الاستماع لأراء غيره، وأن يكسر قالب الأفكار النمطية ويساهم في التخلي عن أفكار ذات أساس عنصري بطريقة إيجابية تعلمت أيضاً أهمية المحاولة، حتى لو كنتُ خائفة من الفشل، أن أقوم بشيء وأفشل أفضل من أن لا أتخذ أي خطوة وأندم عليها في المستقبل وأتساءل لماذا لم أفعلها، مما يؤدي إلى إحساسي بالشك في كل خطوة اتخذها. حتى لو فشلت، عبر هذا الفشل أتعلم وأنمو   

  • ما هي نصيحتك للنساء في قطر؟

الموهبة ليست محددة من البداية أو محصورة على أُناس معينين، الموهبة تأتي بالتجربة. غامروا وجربوا أكثر من وظيفة واحدة، ولا تضعوا حدود لأنفسكم ، لأن عبر الاستكشاف تظهر مواهبكم التي قد لا تعلمون عنها. و لا تحدوا مخططاتكم لفكرة واحدة وأن تعتمدوا فقط عليها، كونوا منفتحين أكثر للفرص المتوفرة امامكم. هذه النصيحة أوجهها بالأخص إلى طلاب الجامعة، اشتركوا بالأعمال التطوعية لتوسيع منظوركم الشخصي و لتتعرفوا على ما قد يعجبكم، فتتفتح أبواب وتكتشف زوايا لم تكن حتى تخطر على بالك وألمهم لا تقولون كلمة "لا" لأي شيء لأنها تغلق أبواب وفرص بينما عبر قول "نعم" تكتشف أكثر عن نفسك وعن المجتمع وعن قضايا أكبر  

مقابلات ذات صلة

العنود الكواري

  • جميع الصور تم مشاركتها معنا من قبل صاحبة المقابلة، وإن اختلف المصدر سيتم الإشارة إليه.
  • تم تحرير المقابلة للوضوح والترتيب.
AR
Scroll to Top