أسماء الكواري

مدربة على الحياة

يفتقر الكثير منا إلى الحرية أو الفرص لتجربة كل إمكانياتنا، وقد يؤدي هذا إلى تأثر البعض منا بتوقعات المجتمع، ثم اتباع ما يمليه، معتقدين أن تلك التوقعات هو خيارنا الوحيد، فينتهي بنا المطاف بأن نحاصر أنفسنا في موضع من الحياة لا يجلب لنا السعادة، ولكن رحمة الله قد تنزل على هيئة نقطة تَحوّل لتبدل حياتنا. ولكن قد تسبب لنا فترة التَحوّل هذه توترًا وقلقًا، فلا ينبغي اهمال هذا التوتر، بل يجب علينا إدارته حتى لا يتفاقم. ويمكننا محاولة تخفيف وإدارة هذا التوتر من خلال التدريب على الحياة، وهو تدريب يسمح للأفراد بإطلاق العنان لإمكانياتهم الحقيقية وفهم أهدافهم، ولكن لايزال (التدريب على الحياة) مفهومًا جديدًا في قطر، وقليل من يسلك مساره كمهنة، إلا أن أسماء الكواري قررت أن تسلك مساره، لتوظفه في صورة تناسب احتياجات المجتمع القطري، فمن هي أسماء الكواري؟

أنا امرأة تبلغ من العمر ٣١ عامًا، والتي بدأت حياتها المهنية في مجال الأعمال. فقد درستُ إدارة الأعمال، وتخصصتُ في التسويق والاتصالات، وكنتُ واقعة في حب العالم الرقمي، وعملتُ في هذا المجال لمدة ثماني سنوات، ولكن على الرغم من حبي لعملي، إلا أنني وجدتُ شغفي الحقيقي في مهنة مختلفة تمامًا، ألا وهي مهنة التدريب على الحياة، فإذا كنتُ سأعَرّف نفسي، فسأعَرّفها كخبيرة في الإنسانيات الرقمية، وخبيرة في التسويق، ومدربة على الحياة.   

 

ما الذي ألهمكِ لدراسة التسويق؟ 

كنتُ مهتمة بفهم سلوك المستهلك، وأردتُ أن أفهم لماذا يشتري المستهلكون منتجًا معينًا ويفضلونه، فمنذ أن كنتُ طفلة، كنتُ مهووسة بإبداع الإعلانات، وأتذكر أنني كنتُ أشاهد الإعلانات، وأفكر في عملية التفكير والتخطيط الذي سبقها، وكنتُ أتساءل كيف فكرت الشركة في تقديم المنتج بهذه الطريقة، وطبعًا في ذلك الوقت لم أكن أدركُ أن ما كنتُ مفتونة به هو المنتج النهائي لعملية تسمى التسويق، ولذلك أستطيع أن أقول بإنني كنتُ مهتمة بهذا المجال منذ سن مبكرة جدًا وقد تخرجتُ من جامعة كارنيجي ميلون بشهادة إدارة الأعمال، وما يميز هذا التخصص هو أنه يعلمك مجموعة واسعة من الموضوعات المتعلقة بإدارة الأعمال، ولكنني اخترتُ التخصص في مجال التسويق بسبب جانبه الإبداعي، وتعمقتُ أكثر في مجال الاتصالات، ومجال الاتصالات جعلني أحب مجال التسويق أكثر، كما تخصصتُ في التسويق الرقمي لأهميته، فكل شيء رقمي في الوقت الحاضر، والعالم الرقمي قد استولى على حياتنا، فنحن الآن نعيش من خلال هواتفنا أو أجهزة الكمبيوتر، كما أن الرقميات غيرت طريقة تواصلنا وتعبيرنا عن أنفسنا، فبدلاً من استخدام النصوص العادية، بدأنا في استخدام الرموز التعبيرية والصور، والعالم الرقمي مستمر في التطور كما أنني كنتُ مهتمة بفهم طريقة استخدام الشركات للمنصات الرقمية لبيع منتجاتها، وبعد تخرجي، عملتُ في شركة لعدة سنوات، إلا أنني لم أشعر أن القسم الذي كنتُ أعمل فيه هو القسم الذي أنتمي إليه، ولحسن الحظ، لاحظ أحدهم حبي للتسويق، فساعدني على الانتقال إلى قسم التسويق، ورحلة العمل هذه كانت رحلة جميلة دفعتني لمتابعة درجة الماجستير في العلوم الإنسانية الرقمية.   

 

ما الذي جعلكِ تسعين للحصول على درجة الماجستير في العلوم الإنسانية الرقمية بدلاً من التسويق الرقمي؟ 

أعتقد أن التدريب على الحياة ساعدني على اختيار مساري في دراساتي العليا، فالعلوم الإنسانية الرقمية تركز على تفاعل الإنسان مع البيئة المحيطة به، والبيئة الرقمية هي واحدة منها، ومن خلال خبرتي في المجال الرقمي، أردتُ أن أفهم كيف تؤثر هذه البيئة على السلوك البشري، كما تعد العلوم الإنسانية الرقمية مجالًا جديدًا للدراسة في قطر، وهذا سبب آخر شجعني لدراسته، و أتذكر أنني عندما حضرتُ الجلسة التعريفية لبرنامج الماجستير في العلوم الإنسانية الرقمية، ناقش فيها القسم عن كيف يرتبط هذا المجال بمجالات أخرى، فعلى سبيل المثال، ناقشوا فيها كيف يمكننا رقمنة التاريخ والعلوم ووسائل التواصل الاجتماعي والتسويق وما إلى ذلك، وأستطيع أن أقول إن ما أثار حبي للتسويق أثار اهتمامي بالإنسانيات الرقمية أيضًا.   

 

ما الذي جعلكِ تغيرين مسارك المهني إلى مدربة على الحياة؟ 

أعتقد أن الأمر بدأ بطريقة لم ألاحظها في البداية، فقد كنت أقرأ دائماً كتب تطوير الذات لتحسين النفس، سواء كان ذلك من خلال إدارة الوقت أو مواضيع أخرى مشابه، ولكن في ذلك الوقت، لم أكن على علم بـ "تدريب على الحياة" كمفهوم. وما جعلني أنتقل إلى هذا المجال وأسلكه كمهنة، أو دعنا نقول: أجرب الفرص المتاحة لي وأنمو كـ"أسماء"، هو المحنة التي كنت أمر بها في ذلك الوقت. حدث ذلك عندما كنت في مرحلة في مسيرتي المهنية حيث كنت أفكر باستمرار: "ماذا تفعلين؟ هل هذا ما تريدينه؟ وماهي اتجاهك؟ وكيف سيبدو مستقبلك؟ هل تعملين من أجل المال؟ أم تريدين أن تفعلي ذلك حقا؟ ما هي نواياك؟ ما هو هدفك؟"، وكانت مثل هذه الأسئلة تبادر إلى ذهني من حين لآخر، ولكنني كنت أرفضها وأجبر نفسي على التركيز في وظيفتي، فقد كنت مدمنة للعمل، وكانت وظيفتي هي حياتي أنا لا أقول أنني كنت أكره عملي، بل العكس، كنتُ أحبه، إلا أنه كانت هناك مشاكل، فقد سببت لي الوظيفة الكثير من القلق بسبب رؤسائي في العمل، كما أنني كنتُ أخشى المخاطرة في عملي وحياتي، واعتقدتُ أنه في نصيبي أن أقوم بهذا العمل، كما كنتُ أؤمن بأهمية الحصول على وظيفة آمنة ومستقرة، إلا أن كل شيء تغير بعد حادثة كبيرة، فقد توفيت ابنة عمي، رحمها الله، والتي كان قريبة مني في السن، وكانت وفاتها مثل صفعة على الوجه، فالموت لا يعرف عمراً، وهذه الحقيقة جعلتني أفكر في حياتي، وأتساءل عما كنت أفعل بها، فأنا لم أكن أعيش حياة هادفة وواعية، فقد كانت الحياة تجرني، وأنا سمحت لها وفي تلك الفترة، كنت أتابع سيدة على منصة انستقرام كنتُ قدالتقيتُ بها في دورة تدريبية حول ريادة الأعمال، وتحدثتعن التدريب على الحياة، وكيف أن هذا التدريب قد غير حياتها تماماً، وأتذكر أنني كنت أفكر وقتها في أنه كان موضوعًا سخيفًا، فقد رأيته كتكتيك تسويقي، إلا أنني طلبتُ منها المزيد من التفاصيل حول هذا التدريب، فأخبرتني عنه بإيجاز، وعرفتني على مفهوم التدريب على الحياة، ونصحتني بأن أثق برأيها، وأن أتصل بهم إذا أردتُ أن أجد نفسي وهدفي، وفكرتُ أنه لا يوجد لدي شيء لأخسره من تجربته، فاتصلتُ بهم لمعرفة المزيد عن الدورة، وهم عادة يقابلون المرشحين قبل بدء الدورة لمناقشة توقعات المشاركين وهدفهم من هذه الدورة، وقد استمرت تلك المقابلة على الهاتف لمدة خمس عشرة دقيقة، وخلال المكالمة طلب مني الطرف الآخر أن أستكشف تطلعاتي، فأولاً، طلبت مني تخيل الحياة التي أردتها، ووصف كيف ستبدو بالنسبة لي، ثم طلبت مني تخيل النجاح، وماذا سيكون ذلك بالنسبة لي، فبدأتُ في تصور الأشياء التي لم أفكر فيها من قبل، وفجأة تبدأ في الاستماع إلى أفكارك، وتلاحظ كيف يستجيب جسمك لها، وفي بعض الأحيان، يمكن أن تتأثر عاطفيًا. لقد أظهرت لي تلك المحادثة الهاتفية الكثير مما كنت أجهله وفيما بعد أخبرتني أن ما مارسناه للتو هو التدريب على الحياة، وكانت الدورة هدفها تعميق معرفتك بنفسك وخلق الوعي، وعرفتُ حينها أنني بحاجة إلى تجربتها، لأنه إذا كان من الممكن أن أتأثر بهالشكل بمكالمة هاتفية قصيرة، فماذا ستكون نتيجة التدريب لمدة ثلاثة أشهر؟ وقد كانت الدورة استثمارًا جيدًا على الرغم من كونها غالية، لكنني كنت قد وعدت نفسي بأنني سأستثمر في ذاتي إذا وصفت الدورة بأنها كانت أصعب دورة مررتُ بها على الإطلاق، فهو وصف يقلل من قيمته، فقد كان التدريب ينعقد في نهاية كل أسبوع لمدة يومين على مدار ثلاثة أشهر، فكنا نبدأ في الساعة ٨ صباحًا، ونختم الساعة ٨ مساءً، وكان الأمر مرهقًا جسديًا وعقليًا، وربما الإرهاق الجسدي كان نتيجة استكشاف المشاعر المكبوتة، فعن طريق التدريب يمكنك الكشف عن أشياء في ذاتك لم تكن تتوقعها، فعلى سبيل المثال، تتعرف على الأمور التي تؤثر بك، ولكنك لم تكن على دراية بها، وتبدأ في فهم سبب تصرفك بطريقة معينة، أو سبب خوفك من أشياء أخرى، وتفهم المخاوف التي تعيقك وكانت هذه التجربة مهمة بالنسبة لي، فخلال تلك الأشهر الثلاثة، تمكنتُ من اتخاذ قرارات لم أكن أجرؤ على اتخاذها من قبل، مثل قراري ترك الوظيفة التي كانت تسبب لي القلق وترهقني عقلياً، وأدركتُ وقتها أن الاستمرار في ذلك العمل يعني التضحية بشيء أهم، وهو صحتي العقلية، كما ساعدني التدريب في تحسين علاقتي مع والدي، وعلمني أن أكون أكثر تسامحًا وفهمًا ومراعاة للآخرين، وأن أتعاطف مع غيري بطريقة لم أفكر بها من قبل، وقد كنت التحقتُ بالبرنامج لاكتشاف نفسي، لكن ما وجدته هو المهنة التي أردتُ أن أمارسها، فأردتُ أن يكون التدريب على الحياة مهنتي، وكنتُ أرغب في مساعدة الناس بنفس الطريقة التي ساعدني فيها التدريب على الحياة.   

 

كيف هي تجربتك حتى الآن كمدربة على الحياة؟

لقد كان التدريب على الحياة رائع من نواح عديدة، فعندما بدأتُ العمل في هذا المجال، لم يكن هناك سوى عدد قليل من المدربين القطريين، ربما اثنين أو ثلاثة مدربين معتمدين غيري، كما أن مفهوم التدريب على الحياة لم يكن شائعًا في قطر، ولذلك واجهتُ العديد من العقبات في البداية، ولأنه كان مفهومًا جديدًا، فقد كان على توعية المجتمع حول التدريب على الحياة، وتفسير ما معنى أن يكون المرء معالجًا أو موجهًا أو مدربًا بالإضافة إلى ذلك، يعتبر المجتمع طلب المساعدة في مشاكل الصحة العقلية، مثل الطب النفسي أو العلاج النفسي، من المحرمات، كما أن كوني قطرية قد شكلت عقبة أخرى كان عليّ تجاوزها، فقد كان من الصعب على القطريين الوثوق بقطري آخر، وائتمانه على رحلتهم الشخصية، فكان على أن أعمل بجهد لبناء الثقة بيني وبين عملائي، فقد كانوا يحتاجون إلى التأكد من أن خصوصيتهم وثقتهم وسريتهم هي أهم أولوياتي وقد بنيتُ قاعدة عملائي من خلال التسويق الشفهي، ففي البداية كنت أعمل دون مقابل، وبمجرد أن لاحظ هؤلاء العملاء التغيير في أنفسهم، كنت آمل أن يشاركوا هذه التجربة مع الآخرين، مما يدفع بالمزيد من العملاء نحوي. وبفضل الله، تغيرت النظرة إلى لتدريب على الحياة في العامين الماضيين بشكل كبير، واليوم جميع عملائي قطريين، وقد اكتشفت أن الناس يريدون التحدث فقط، وخاصة الأشخاص في مجتمعنا، فنحن لا نتحدث عن القضايا الاجتماعية التي نواجهها، فنقوم بإخفائها السجاد، وقد سمحت جلسات التدريب للناس بالتحدث عن هذه القضايا الحساسة وكيف تؤثر عليهم، وشعروا وكأن أصواتهم قد سُمعت أخيرًا، وأعتقد أن هذا هو ما يبحث عنه الناس، وهنا وجدتُ نفسي كمدربة على الحياة.   

 

ما هي رؤيتك لشركة التدريب على الحياة الخاصة بك؟   

أرغبُ في توسيع نطاق عملي كمدربة، وأن يكون لدي عملاء من خارج قطر، فنحن حين نتحدث عن القضايا التي نواجهها داخل مجتمعنا، نعتقد أن هذه المشاكل خاصة بنا، ولكن هذا ليس صحيحاً، فجميعنا نمر بقضايا مماثلة، ومعرفة هذا يساعدني على فهم عملائي بشكل أفضل، كما آمل أيضًا في التوسع والحصول على مرفق للتدريب، وبرامج تمكين كاملة على المستوى الدولي، وأود مشاركة المزيد من مدربي على الحياة في هذا المشروع معي. 

 

ما هي طريقتك في التدريب على الحياة؟ 

 عملية التدريب فتبدأ بجلسة استكشافية، أحاور فيها العميل عن أكبر هدف يريد تحقيقه، فأنا أعتقد أن لكل شخص هدف في الحياة، واكتشافه هو ما أعمل عليه، وبعد ذلك ننتقل إلى تحديد الأهداف الصغيرة التي تساعد على تحقيق الهدف الكبير، كما نناقش الجوانب المختلفة في حياة العميل، وأعتمد في هذه الخطوة على مجموعة من الأسئلة والتقييمات التي تساعدني على فهم العميل بشكل أفضل، فمن المهم استخدام الأدوات المناسبة لهم، للعثور على الإجابات التي يبحثون عنها، أما بالنسبة للجلسات الأخرى، فأركز فيها على اكتشاف الأهداف الأصغر. ويمكننا وصف العملية مثل العثور على ألماس خام، وإزالة كل ما حوله من الشوائب لإيجاد جوهر كل شخص، ولكن العملية تختلف من شخص لآخر، لأن كل شخص فريد من نوعه. كما أحاول مناقشة القضايا الاجتماعية الحساسة على منصتي للتوعية، لأنها غالبًا ما يتم تجاهلها، وأعتقد أن هذه المناقشات مهمة، لأنه عندما يسمع الناس شخصًا ما يناقش هذه الموضوعات، والبعض منهم قد لا يملك الشجاعة أو المساحة لمناقشتها، فإن هؤلاء قد يشعرون بالقوة والشجاعة للتحدث، وقد قوبلت مناقشاتي برود أفعال إيجابية من الناس، فالكثير منهم سعيدون لأن شخصًا ما بدأ الحديث حول هذه القضايا، وأن بإمكانهم الاتصال بي لمناقشتي، وأعتقد أن العلوم الإنسانية الرقمية ساعدتني في فهم الطريقة التي يعمل بها المجتمع، وهذه طريقة تختلط فيها التقاليد مع الدين والزواج والمحرمات الثقافية، بالإضافة إلى ذلك أحاول توعية الناس بالمعتقدات والممارسات التي تفيدنا، وتلك التي لا تخدمنا، وأحاول مساعدة الناس على تجاوز المواقف والعقبات والأعباء المختلفة، واستكشاف إمكانياتنا، وطريقة التغيير للأفضل من المحن.

 

كيف كانت ردة فعل عائلتك على تغييرك لمسارك المهني؟

لقد أنعم الله عليّ بعائلة داعمة، خاصة أمي، وربما كان دعمها لي نبع من رؤيتها لشيء في داخلي لم أكن على دراية به، فقد كانت تخبرني دائمًا بأن لدي بالفعل هذه القدرات في داخلي، وطبعا ساعدني هذا التغيير كثيرًا، وربما لم يدعمني الجميع، لكن أفراد عائلتي المقربين يدعمونني ويشجعونني باستمرار لأكون صادقة مع نفسي، وأنا ممتنة جدا لوجودهم.

 

هل واجهت أي تحديات في رحلتك؟ 

لا يوجد مسار في الحياة يخلو من التحديات، والعمل في مجال جديد والتغيير عن المألوف يأتي دائمًا مع تحدياته، فقد كانت هناك تحديات داخلية كان علي أن أواجهها بمفردي، فقد اضطررت للتعامل مع الأفكار السلبية، مثل تفكيري بأنني لست جيدة بما يكفي أو أن الناس لن يثقوا بي، أو أنني أجهل أتحدث عنه، فكان علي أن أعمل على هذه الأفكار الداخلية السلبية، وخاصة الخوف، لأنني كنتُ أجرب شيئًا مختلفا عن الذي اعتدت عليه وألفته، وولم أكن أعرف إلى أين سيتجه بي، ولكنني كنتُ أقول دائمًا: "اشعري بالخوف، لكن انجزي المهمة على أي حال"، أما بالنسبة للتحديات الشخصية، فالعديد من القضايا التي أناقشها لا تناسب البعض، فقد قيل لي أن أكون حذرة في مناقشاتي، وآخرون قالوا لي ألا أحلم أحلاما كبيرة، لكنني سأفعل عكس ذلك، وخوفهم هذا لم يكن ناتجًا من اهتمامهم بي، بل خوفهم من أن عملي سيؤثر عليهم سلبا، المسألة مسألة حدود، وعدم التأثر بآراء الآخرين، فأنا أعرف هدفي، وأعلم أن ما افعله هو إرضاء الله، ولا أسبب الضرر لأحد، وهذه المشاعر كفيلة بدفعي للأمام والاستمرار، فهدفي هو تغيير الناس، ومساعدتهم على عيش حياتهم بشكل هادف ومثمر، وإيجاد الأجوبة التي يبحثون عنها. 

ما هو الشيء الذي ترك أثرًا في حياتك؟

لدي شخصين أثرا في حياتي، وأول شخص هو مدربتي، فقد كانت سببا كبيرا خلف قراري لمتابعة التدريب على الحياة كمهنة، فهي ليست مجرد مدربة، بل أيضا نموذج أقتدي به وأحترمه، فهي تبقيني متواضعة ولكن تشجعني لأفعل المزيد، وسأكون دائما ممتنة لها، والشخص الثاني هي أمي ودعمها الهائل لي، فكان من الصعب علي أمر بهذه الرحلة بدون دعمها، كما التدريب على الحياة قد غير علاقتي معها ومع عائلتي لكن عندما تنمو وتتغير، قد تبدأ في الشعور بأنك لم تعد تتلاءم مع نفس الأشخاص الذين كانوا حولك من قبل، وفي هذه الحالة يجب عليك أن تقرر ما إذا كان هذا شيء يمكنك قبوله، والتعايش معه، أو أنه شيء تحتاج إلى إبعاد نفسك عنه، وفي أحيان أخرى، قد يستفيد الناس من طاقتك، ويندفعون للنمو والتغيير أيضًا للأفضل، وهذ تجربة مررتُ بها، فحين كنت أتحسن، كان من حولي يتحسنون أيضًا، ويجدون أهدافهم. ومن ثم، انتهى بنا الأمر إلى خوض الرحلة معًا، وبالنسبة لي كانت هذه أعظم هدية، وهذه الحقيقة البسيطة تجعلني سعيدة وممتنة، فقد تغيرت حياتنا وطريقة تواصلنا وعلاقاتنا تماماً كما ساعدني رؤية الناس وهم يتحسنون، فقبل أن ألقي محاضرة للناس حول فوائد التدريب على الحياة، رأيتُ الفرق في حياتي، وهذا دليل على أن الأشياء يمكن أن تتحسن، والظروف يمكن أن تتغير، ويمكنك الوصول إلى ما تريد، لتعيش حياة أكثر سعادة، ولقد دعمتني أمي كثيرا، فأنا أريد اثبات ذاتي لذاتي ولأجل نفسي، ومهما كانت أحلامي عظيمة، سأسعى إليها دائماً

 

ما هي نصيحتك للنساء في قطر؟

أشعر بالفخر بإنجازات المرأة القطرية، فهن لم يعدن يقيدن أنفسهن في حدود توقعات المجتمع، فأراهن يسعين وراء أحلامهن، ليعشن حياتهن بهدف أكبر، كما أشعر بفخر كبير لأن النساء في قطر تجدهن في مختلف المهن، وأنصح المرأة القطرية أن تجد هدفها الحقيقي في الحياة وأن تسعى إليه، افهمي رسالتك، وهدفك، وبما ما أنعم الله عليك من مواهب وعواطف فريدة، اكتشفي كل ذلك مبكرا لتتمكني من عيش حياتك كلها لتحقيق هدفك. 

 

  • كاتبة المقابلة: العنود الكواري.
  • تم تحرير المقابلة للوضوح والترتيب.
AR