نساء قطر

د. مريم علي المعاضيد

بروفيسورة

ونائبة رئيس مركز جامعة قطر للبحوث والدراسات العليا

يعتبرُ ميدانُ العلومِ البحتةِ من المجالاتِ الواسعةِ الغنيةِ في التخصصاتِ المختلفةِ المتجددةِ، كالفيزياءِ والكيمياءِ وعلومِ الفلكِ وغيرِها، مما يجعلُ منه حقلًا متميِّزًا بتعدّدِ الدراساتِ التي يعزُّ وجودُها في أي فضاءٍ أكاديميٍّ آخرَ. ويعدُّ علمُ الموادِ أحدَ هذه التخصصاتِ العلميةِ النادرةِ التي لا زالتْ في مرحلةِ التطوّرِ. وفي هذا الحوارِ النادرِ نلتقي عالمةً قطريةً برَزتْ في هذا التخصصِ، وتركتْ فيه بصماتٍ واضحةً محليًّا وإقليميًّا ودوليًّا، رافعةً من خلالِه اسمَ قطرَ عاليًا في العديدِ من المحافلِ البحثيةِ العلميةِ الأكاديميةِ المتخصصةِ، إنها إحدى عالماتِ ورائداتِ علمِ الموادِ في العالمِ الأستاذةُ الدكتورةُ مريم العلي المعاضيد، نائبُ رئيسِ جامعةِ قطرَ للبحثِ والدراساتِ العليا، فمن هي الدكتورة مريم المعاضيد؟

Dr. Mariam Al Ali Al Maadeed

 حصلت على شهادةِ البكالوريوسِ في تخصّصِ الفيزياءِ من جامعةِ قطرَ، وواصلَت بالدراساتِ العليا في علمِ الموادِ، وتحديدًا في تخصّصٍ دقيقٍ منه تتداخلُ فيه علومُ الكيمياءِ والفيزياءِ والبيولوجيا وهو "البوليمراتُ والنانو تكنولوجي"، وقد نلت فيه شهادتَيْ الماجستير والدكتوراه من جامعةِ الإسكندريةِ. اعْتَبِر شهادةَ الدكتوراه من أصعبَ الشهادات التي حصلتْ عليها؛ كونُني أمًّا لديها ثلاثةُ أبناء حينَها، فلمْ يكنْ تحضيرُ الدراسةِ والعملُ في نفس الوقت سهلًا أبدًا، خاصةً مع تجارب علمية دقيقة تم العمل عليها في مدينة شيفيلد ببريطانيا، ولكنْ بتوفيق من الله ثم بدعمٍ من عائلتي استطاعتْ أنْ احققَ هذا الحُلمَ

 

  • بعد إنهائكِ للدراسات العليا، والتحاقِكِ بجامعةِ قطرَ، هل لكِ أن تطلعي القراءَ على الأدوارِ والمنطلقاتِ التي تمكنتِ من خلالِها من تطويرِ طلبتِكِ وجامعتِكِ بشكلٍ عامٍّ؟

نَعَمْ، عملتُ كأستاذٍ للفيزياءِ وعلمِ الموادِ في جامعةِ قطرَ بعد نيليَ الماجستير ثم الدكتوراه، وكان ولا زالَ طلَّابي وطالباتي يحتلونَ مكانًا متميّزًا في قلبي. وأسعى دائمًا لدعمِ الباحثينَ الشبابِ، وغرسِ حبِّ العلمِ فيهم، وبخاصةٍ حبِّ الموادِ العلميةِ، لأنَّنِي أرى أنه يجبُ أن نقدّمَ العلومَ لطلبتنا بطريقةٍ شيّقةٍ جذّابةٍ، فأنا أحاولُ قدرَ المستطاعِ تطويرَ الأسلوبِ الذي تُقدَّمُ به الموادُ العلميةُ لاستقطابِ الطلبةِ إلى ميدانِ العلومِ والتكنولوجياِ. ومن هذا المنطلقِ نعملُ في جامعةِ قطرَ على العديدِ من المشاريعِ البحثيةِ لتحقيقِ أهدافِنَا في نشرِ ثقافةِ البحثِ العلميِّ في العلومِ وزيادةِ عددِ دارسيها. ويعزّزُ هذا ما أقومُ به من دورٍ في الجامعة كخبيرةٍ في مجالِ التعليمِ العالي واستراتيجياتِه، وبخاصة في مجالي تخطيطِ وتطويرِ البحثِ والدراساتِ العليا   

 

  •  هل كانَ علمُ الموادِ طموحَك من الصغرِ؟

كانتْ العلوم شغفيَ الأولَ منذُ نعومةِ أظفاري، فكنتُ أقرأُ بلهفٍ كل ما تطالُه يدي من كتبٍ علميةٍ، وقد تربّيت في بيئة تشّجعُ المطالعةَ وتهتمُّ بالشعرِ والأدبِ وترى القراءة مفتاح كل المداركِ، فاستحوذت مواد العلوم على اهتمامي، ولا أخفيكم أن مادتَيْ العلومِ والرياضياتِ كانتا تشكلانِ نوعًا من التحدي بالنسبةِ لي بسببِ طبيعتهما العلميةِ، وهذا ما دفعني وشجّعني أكثرَ على أن أتخصصَ فيهما، واعتبرتهما تحدّيًا لا بدَّ أن أتعدَّاهُ وأن أطوِّرَ مفاهيمَ المادّةِ وماهيَّتَها من جميعِ النواحي لتحسينِ تطبيقاتِها في المجتمعِ والصناعةِ 

 

  • كيفَ كانتْ رحلةُ التدريسِ بالنسبةِ لكِ؟

 كانت رحلةً سعيدةً وممتعةً جدًّا، فمجالُ التدريسِ الأكاديميِّ تعلّمتُ الكثيرَ منه، وتعرّفتُ عبرَه على العديدِ من العلماءِ والباحثينَ من مختلفِ البلدانِ. في البدايةِ، كنتُ أستاذًا مساعدًا في قسمِ الفيزياءِ، وأعطتني تلك الفرصةُ خبرةً جيّدةً في التعاملِ مع الزملاء ومع الطلبةِ، فبعد حصولِي على درجةِ الماجستيرِ عُدتُ إلى جامعةِ قطرَ، ولكن هذه المرة كمحاضرٍ، وتُعتبَرُ المقرراتٌ التي أطرحُها عاليةَ المستوى مما سمحَ لي أنْ أكتسب خبرةً في التعليم وإدارةِ الصفوفِ، وطريقةِ التعاملِ مع الطلبةِ وإنجازِ المهامِّ الإداريةِ المطلوبة             

وبعد حصولي على شهادةِ الدكتوراه عُدتُ إلى جامعةِ قطرَ أيضًا؛ لأنني أحسستُ أنها البيئةُ الأنسبُ لإبداعي في المجال الذي درستُه. وأسّستُ بعد ذلك معملًا بسيطًا لعلمِ الموادِ وبالرغم من بساطته، استطعنا أنْ نقومَ بتجاربَ مختلفةٍ في مجالِ التقنيةِ النانونيةِ، تَمَّ نشرِها في العديدِ من المجلاّتِ العالميةِ المحكمةِ، لأنّه يعتبرُ شيئًا جديدًا من نوعه في المجالِ الأكاديمي في قطرَ وفي العالم             

إنجازاتُ المعملِ كانتْ مهمّةً أيضًا، حيثُ إنّ معظمَ التجاربِ التي تمَّ نشرُها لمْ تكنْ مموَّلةً من قِبَل أيَّةِ جهةٍ، حتّى ٢٠٠٦-٢٠٠٧ عندما قامت مؤسسةُ قطرَ للتربيةِ والعلومِ وتنميةِ المجتمعِ مشكورةً بدعمِ الأبحاثِ الوطنيةِ. كنا نتواصلُ بالبريدِ مع المجلّاتِ العلمية في أمريكا وأوروبا لإرسالِ المقالاتِ البحثيةِ ومتابعتِها، وتعتبرُ المدّةُ الطويلةُ في انتظارِ الردودِ متعبةً أكثرَ مقارنةً بسهولةِ التسليمِ اليومَ، حيثُ يتمُّ تسليمِ الأوراقِ عبرَ البريدِ الإلكتروني، ويأتي الردُّ بأسرعِ وقتٍ ممكنٍ. وتعتبرُ تلك الفترةُ الطويلةُ للحصولِ على ردٍّ (إيجابيٍّ أو سلبيٍّ) مهمةً جدًّا؛ لأنَّها علّمتنَا الصبرَ، وهي صفةٌ مهمّةٌ لكل الباحثينَ من مختلفِ المجالاتِ             

ومنْ هنَا بدأتْ رحلتِي البحثيةُ، وحصدْنا نتائجَ ممتازةً بمساعدةِ مجموعةٍ من الزملاءِ والزميلاتِ ومجموعةٍ من الطلابِ المتميِّزين والطالباتِ المتميِّزاتِ، ولمْ أكتف بالتركيزِ على بحوثِي فقط، بل أرشدتُ بحوثَ الطالباتِ في ٢٠٠٦ عندما فَتحَ الصندوقُ القطريُّ لرعايةِ البحثِ العلمي أبوابَه، كنتُ وطالباتي من الدفعة الأولى التي استحقت دعم الصندوق، وأنا فخورةُ جدًّا بهذه التجربةِ.             

 فكلّما كنتُ أنشرُ بحثًا تتولّد الرغبةُ لديَّ في تطويرِ ونشرِ المزيدِ؛ خدمةً للعلم ومواكبةً للتطوراتِ في المجال نفسه ولكوني باحثةً أسعى لأن أكونَ رائدةً في مجالِ علمِ الموادِ، فقد قمتُ بنشرِ أكثرَ من ٢٠٠ ورقةٍ بحثيةٍ في مجلّاتٍ محكّمةٍ ومؤتمراتٍ دوليةٍ وفصولِ كتبٍ وبراءاتِ اختراعٍ، كما قمت بتحريرِ أربعةِ كتبٍ علميةٍ، حصدتْ العديدَ من الجوائزِ البحثيةِ منها: جائزةُ الدولةِ للفيزياءِ لعامِ ٢٠١٠، وجائزةُ التميّزِ البلاستيكيِّ من جمعيةِ الخليجِ للبتروكيماوياتِ والكيماوياتِ في عامِ ٢٠١٤، وجائزةُ التميّزِ القياديِّ للمرأةِ من مؤتمرِ ومعرضِ الهندسةِ للشرقِ الأوسطِ في عامِ ٢٠١٥. كما أنني أيضًا عضوٌ قياديٌّ في فريقِ البيرقِ الذي فازَ بجائزةِ القمّةِ العالميةِ للابتكارِ في التعليمِ لعامِ ٢٠١٥. وفي عامِ ٢٠١٦، حَصَلتُ على جائزةٍ من المنظمةِ الإسلاميةِ للتربيةِ والعلومِ والثقافةِ في التكنولوجيا، بالإضافةِ إلى حصولي على جائزةٍ خاصّةٍ من تومسون رويترز للتميّزِ في الابتكارِ-قطر


 

  • ما التخصّصُ الذي تفضّلينَهُ في مجالِ العلومِ؟ 

تخصُّصِيَ الأساسيُّ هو الفيزياءُ، واهتمامِيَ الرئيسيُّ منصبٌّ على فهمَ العلاقةِ بين الذرّاتِ وتطوّرِ المادَّةِ وخاصيَّتِهَا، وهذا يعتبرُ من العلومِ الأساسيةِ التي تطوّرُ الموادِ لتطبيقاتٍ هامّةٍ في المجتمع. ولكي أستطيعَ أنْ أتعمّقَ في الدراسةِ، كانَ من المهمِّ أنْ أقدِّمَ لها تطبيقًا عمليًّا. فعمليَ الرئيسيُّ هو دراسةُ الخاصياتِ الحراريةِ وخواصِّ الموادِ، وأعملُ على عدّةِ مشاريعَ علميةٍ أخرى ذاتِ علاقةٍ بتطويرِ الخواصِّ الميكانيكيةِ والفيزيائيةِ للموادِ  

 

  • ما طبيعةُ عملِكِ في جامعةِ قطرَ؟ وما المبادراتُ التي شاركتِ فيها؟

 بشكلٍ أساسيٍّ، أعملُ باحثةً في جامعةِ قطرَ، ولمْ أتوقفْ عن البحثِ حتَّى عندمَا استلمتُ المهامَّ الإداريةَ، ولكنني متوقفةٌ حاليًّا عن التدريسِ، إلّا أنّني لا أزالُ أشتاقُ إلى طلبتي وأفتقدُهم دائمًا، علمًا بأنّه اتعاون مع عدة فرقٌ بحثيٌّة محليٌّة وعالميٌّة ممتازٌة، ونتواصلُ بيننا بشكلٍ دوريٍّ. وأشغلُ حاليًّا منصبَ نائبِ رئيسِ الجامعةِ للبحثِ والدراساتِ العليا، وأعملُ على دعمِ البحث والدراسات العليا بالجامعة وهذا يتطور بشكل فعال للأساتذة والطلبة من زيادة الإنتاج البحثي المؤثر و تحسين بيئة العمل و التعاون الدولي الفعالِ             

لدينا في الجامعةِ العديدُ من المبادراتِ حيثُ إننا ندعمُ الأساتذةَ، ونطوّرُ مهاراتِهم التدريسيةَ والبحثيةَ. ولكي نعطيَ الطالبَ حقَهُ، يجبُ أنْ يكونَ الأساتذةُ متميِّزينَ وقادرينَ على العطاءِ، لذلك يتم تحفيزُهم بتطويرِ المهارات الشخصيةِ والتدريبِ والمتابعةِ المستمريْنِ. توجد مجموعة كثيرة من المبادرات المميزة مثل تطوير السياسات البحثية وإجراءاتها، تحسين بيئة العمل وتنمية مهارات الطلاب البحثية             

لدينا أيضًا مجموعةٌ من المشاريعِ المميِّزةِ في مجالِ تشجيعِ الطلبةِ للانخراطِ في العلومِ والتي قام بها مجموعة من الأساتذة المميزين في الجامعة مثلَ برنامجِ صحة وبرنامج البيرقِ، وهي برامجٌ تقومُ بتدريسِ وتدريبِ طلبةِ المدارسِ على علومِ الصحة و "ستيم" (علوم، تكنلوجيا، هندسة، ورياضيات) بطريقةٍ حديثةٍ، وقد غطَّت هذه البرامجُ مجموعاتٍ كبيرةً من الطلبةِ في قطرَ. وعندَ اختيارِنا الطلبةَ للالتحاق بهذه البرامجِ، لا نختارُ فقط الطلبةَ المتميِّزينَ الحاصلينَ على علاماتٍ عاليةٍ، بلْ نختارُ جميعَ الطلبةِ بجميع المستوياتِ، ونحاولُ قدرَ المستطاعِ أنْ نعزِّزَ فهمَ وحبَّ العلومِ لدى كلِّ واحدٍ منهم حصدْنا العديدَ من الجوائزِ البحثيةِ، وأنا سعيدةٌ بالتغيّرِ الذي حدثَ ويحدثُ في الطلبةِ عبرَ هذه البرامجِ، فقد استقطبَ العديدَ من الطلبةِ غيرِ المهتمّينَ بمجالِ العلومِ كما حفّزَ الطلبةَ غيرَ المهتمّينَ بالدراسةِ بشكلٍ عامٍّ، ويسعى المشروعُ للرفعِ من قدراتِ الاستيعابِ لدى الطلبةِ، وبالأخصِّ استيعابَهم لبيئتِهِم ومحيطِهِم من ناحيةٍ علميةٍ، وقد لوحظ تغيّرُ نظرتِهم بشكلٍ عامٍ، وهذا هو الهدفُ من العلومِ والجامعاتِ، بأنْ تطوّرَ نظرةَ الإنسانِ للحياةِ من حولِه وتعزِّزَ حبَّ المطالعةِ والاستكشافِ لديهِ لدينا أيضًا مجموعةٌ من المشاريعِ المميِّزةِ في مجالِ تشجيعِ الطلبةِ للانخراطِ في العلومِ والتي قام بها مجموعة من الأساتذة المميزين في الجامعة مثلَ برنامجِ صحة وبرنامج البيرقِ، وهي برامجٌ تقومُ بتدريسِ وتدريبِ طلبةِ المدارسِ على علومِ الصحة و "ستيم" (علوم، تكنلوجيا، هندسة، ورياضيات) بطريقةٍ حديثةٍ، وقد غطَّت هذه البرامجُ مجموعاتٍ كبيرةً من الطلبةِ في قطرَ. وعندَ اختيارِنا الطلبةَ للالتحاق بهذه البرامجِ، لا نختارُ فقط الطلبةَ المتميِّزينَ الحاصلينَ على علاماتٍ عاليةٍ، بلْ نختارُ جميعَ الطلبةِ بجميع المستوياتِ، ونحاولُ قدرَ المستطاعِ أنْ نعزِّزَ فهمَ وحبَّ العلومِ لدى كلِّ واحدٍ منهم حصدْنا العديدَ من الجوائزِ البحثيةِ، وأنا سعيدةٌ بالتغيّرِ الذي حدثَ ويحدثُ في الطلبةِ عبرَ هذه البرامجِ، فقد استقطبَ العديدَ من الطلبةِ غيرِ المهتمّينَ بمجالِ العلومِ كما حفّزَ الطلبةَ غيرَ المهتمّينَ بالدراسةِ بشكلٍ عامٍّ، ويسعى المشروعُ للرفعِ من قدراتِ الاستيعابِ لدى الطلبةِ، وبالأخصِّ استيعابَهم لبيئتِهِم ومحيطِهِم من ناحيةٍ علميةٍ، وقد لوحظ تغيّرُ نظرتِهم بشكلٍ عامٍ، وهذا هو الهدفُ من العلومِ والجامعاتِ، بأنْ تطوّرَ نظرةَ الإنسانِ للحياةِ من حولِه وتعزِّزَ حبَّ المطالعةِ والاستكشافِ لديهِ  

 

  • مررتِ بعدةِ مراحلَ في جامعةِ قطرَ، أيُّها تبرز بنظركِ؟

  جميعُ مراحلِ حياتي مهمةٌ بالنسبة لي وأعتبرُها خطوةً لتحقيق المزيد من الإنجازات، فأنا دائمًا أتطلَّعُ إلى المستقبلِ مع المرورِ أحيانًا بأوقاتٍ وظروفٍ قاسيةٍ لكنًّها مفيدةٌ غايةً، وتزيدُ المرءَ قوّةً وتعملُ على صقلِ شخصيّتِه. فالكربونُ يتحولُ إلى ألماسٍ عند تعرضه لحرارةٍ عاليةٍ وضغط كبير. على سبيلِ المثالِ، عملتُ كمديرة مشاريعَ في وحدةٍ بحثيةٍ صغيرةٍ بجامعةِ قطر، ولكنَّها تحوّلَت إلى مركزٍ كبيرٍ فيما بعد، يضمُّ العديدَ من الباحثين والباحثاتِ، مما غيَّرَ تركيبةَ المعامل تغيُّرًا جذريًّا، ولهذا المركز حاليًّا إسهاماتُه الهامًّةُ في مجتمعِ الجامعةِ والصناعةِ في الدولةِ، وهو مركزُ الموادِ المتقدِّمةِ في جامعةِ قطر             

وكجزءٍ من مهامِّي الحاليّةِ كنائبٍ لرئيسِ الجامعةِ للبحثِ والدراساتِ العليا أرى لزامًا عليَّ تقديمَ الدعمِ المناسبِ للجميعِ وفي كافّةِ النواحي، بدءًا من دعمِ وتشجيعِ البحوثِ في مرحلةِ ما قبلَ الجامعةِ، لمساندةِ الطلبةِ في المرحلةِ الجامعيةِ وتمهيدِها لهم، وكذلك بالنسبة للدراسات العليا. كما أقومُ على تطويرِ الأبحاثِ العلميةِ الجادَّةِ، والبحثِ لها عن شراكاتٍ بحثيةٍ داخليةٍ وخارجيةٍ، وعن جهاتٍ مموّلةٍ تضمنُ كفاءةَ البحثِ وجودتَه أهتمُّ بكلِّ ما يحفّزُ المرأةَ والمرأةَ القطريةَ من باب أَوْلَى، على أنْ تبدعَ في ترتيبِ أولويّاتِها في حياتِها الاجتماعيةِ لتتوافقَ مع حياتِها المهنيةِ. كما أنَّ لديَّ اهتمامًا خاصًّا باستقطابِ مواطنين باحثين في مجالِ العلومِ والتكنولوجيا؛ نظرًا لقلّةِ عددِ القطريينَ والقطريَّاتِ في هذه المجالاتِ المهمّة، كما أحرصُ كلَّ الحرصِ في الوقتِ ذاتِه على كفاءةِ الأبحاثِ وجودتِها لزيادةِ الإنتاجيةِ والحفاظِ على مجتمعٍ قويٍّ متطوِّرٍ، يتكامل فيه نساؤُهُ ورجالُهُ معًا، نهوضًا بالوطن وتحقيقًا لرفاهه وازدهارِه وتطلعاتِه واستشرافِه لمستقبلٍ زاهرٍ في ظل قيادتِه الحكيمةِ الرشيدةِ  

 

  • ما هي نصيحتك للنساء في قطر؟

وصية مني لأختي المرأة، فإنني دائمًا ما أذكّر نفسي وغيري بضرورة التحلًّي بالهمَّةِ العاليةِ، والحرص على خلقِ بيئةٍ تحفيزية متوازنة في جميعِ نواحي الحياةِ، بحيثُ لا تطغى الحياةُ العمليةُ على الحياةِ الاجتماعيةِ وبالعكس، فللمرأةِ دورُها الفعّالُ في النهوضِ بمجتمعِها ووطنِها باحثةً وعالمةً وعاملةً في كلِّ المجالاتِ والميادينِ، ومربيةً ومعدّةً في ذاتِ الوقتِ جيلًا صالحًا قويًّا متسلّحًا بالعلمِ والقيمِ الأصيلةِ، ومنطلقًا نحوَ التطوّرِ والإبداعِ في مختلفِ مجالاتِ الحياةِ، صاقلًا لمهاراتِه وموظفًا لها في خدمةِ وطنِه وأمّتِه والإنسانيةِ جمعاءَ، منتبذًا للأنانيةِ، عاملًا بروحِ الفريقِ الواحدِ الملتحمِ كالبنيانِ المرصوصِ، في جوٍّ تنافسيٍّ شريفٍ وشفّافٍ، متَّشحًا بالصبرِ والجَلَدِ والدأبِ على طلبِ العلمِ والاستزادةِ منه، والبحثِ العلميِّ بكفاءةٍ عاليةٍ للوصولِ إلى النتائجِ الدقيقةِ دائمًا، ليخدمَ المجتمعَ والدولةَ ويحقّقَ الإنجازاتِ العالميةَ لها   

مقابلات ذات صلة

العنود الكواري

  • جميع الصور تم مشاركتها معنا من قبل صاحبة المقابلة، وإن اختلف المصدر سيتم الإشارة إليه.
  • تم تحرير المقابلة للوضوح والترتيب.
AR
Scroll to Top