الروادُ الحقيقيونَ هم أولئك الذين يواجهونَ الحواجزَ والعوائقَ التي تقفُ أمامَهم بشجاعةٍ، ويدفعونَ من أجلِ التغييرِ الذي يؤمنونَ به. ليس هناك طريقًا سهلًا إلى النجاحِ، ولكنَّ الإيمانُ التامُ بحلمك يسهلُ أيَّ مشقة. لنتعرفَ على خلودِ الحميدي، إحدى النساءِ القطرياتِ التي بادرتْ لتحققَ حلمها لتصبحَ في أولِ صفِ الإعلامياتِ القطرياتِ مَنْ هي خلودُ الحميديُّ؟ الروادُ الحقيقيونَ هم أولئك الذين يواجهونَ الحواجزَ والعوائقَ التي تقفُ أمامَهم بشجاعةٍ، ويدفعونَ من أجلِ التغييرِ الذي يؤمنونَ به. ليس هناك طريقًا سهلًا إلى النجاحِ، ولكنَّ الإيمانُ التامُ بحلمك يسهلُ أيَّ مشقة. لنتعرفَ على خلودِ الحميدي، إحدى النساءِ القطرياتِ التي بادرتْ لتحققَ حلمها لتصبحَ في أولِ صفِ الإعلامياتِ القطرياتِ مَنْ هي خلودُ الحميديُّ؟

أنا مذيعةٌ في إذاعةِ قطرَ منذُ سنة ١٩٩٧، ولا أزالُ على رأسِ عملي عندما كنتُ في المرحلةِ الابتدائيةِ كنتُ أحبُ الإذاعةَ المدرسيةَ فمارستُها وأتقنتُها وأصبحتُ أجيدُها لدرجةِ أنَّنِي لا أرى أيَّ مجالٍ أفضلَ لي من الإذاعةِ، فتخصصتُ في مجالِ الإعلامِ بجامعةِ قطر والتحقتُ فيما بعد بالإذاعةِ. تخصصت بالإذاعةِ مباشرةً من أولِ سنةٍ دخلتُ فيها الجامعةَ، ومنْ ثمَّ عملتُ في إذاعةِ قطرَ وكانتْ هذه سنواتِ التدريبِ حتى تخرجَتُ وأصبحتُ موظفةً في الإذاعةِ
ما طبيعةُ تخصصِ الإعلامِ بالجامعةِ في سنةِ ١٩٩٧؟
كان الالتحاقُ بالإعلامِ في نهايةِ التسعيناتِ منْ أصعبِ المراحلِ، فلمْ يكنْ هناك كلُّ هذا الانفتاحِ، وكانتْ فكرةُ النساءِ في الإعلامِ مرفوضةً اجتماعيًا. ثلاثُ قطرياتٍ فقطْ التحقنَ في مجالِ الإعلامِ، وفي ذلك الوقتِ وهم إلهامُ بدرٍ وعائشةُ حسنٍ وأمينةُ سلطانَ الفترةُ التي التحقتُ فيها بالإعلامِ كانتْ في غايةِ الصعوبةِ، وكانتْ أمي رافضةَ الفكرةِ وكان أبي هو الوحيدُ الذي دعمني وشجعَ دخولي هذا المجالِ. تربيتُ في (فريج) يعتبرُ الجارُ فيه حسبةَ الأهلِ، وكانَ أفرادُ المجتمعِ من جيرانَ أعدُّهم كأهلٍ لي أيضًا رافضين هذه الفكرةِ، ولكنَّهم بعدما رأوا أنَّ الإعلامَ أضافَ لي وليس به ما يعيبُ تقبلوه، وأصبحوا يتابعونِي ويشجعونِي على الاستمرارِ
ما الذي جعلكِ تستمرين في هذا المجالِ؟
كما أخبرتُك سابقًا، أنا أحبُّ الإعلامَ والإذاعةَ تحديدًا من أيامِ الطفولةِ. عندما يتعلقُ الإنسانُ بشيءٍ ما في طفولتِه يستمرُ حتى الكبرَ. أنا كنتُ من المتفوقات في هذا المجالِ منذُ الابتدائيةِ واستمررتُ على هذا النهجِ في الإعدادي والثانوي حتى أصبحَ من الصعبِ تركهُ لمْ تكنْ لي قدوةً في المنزلِ في هذا المجالِ، ولمْ أكنْ من المتابعاتِ الشغوفاتِ للمذيعينِ، ولكنَّني أحببتُ المجال منذ الصغرِ. وأعتبرُ مكبرَ الصوتِ من الأشياءِ التي ارتبطتْ به بشدةِ مثلَما يتعلقُ الآخرون بالخيلِ أو الصيدِ على سبيل المثالِ، أنا تعلقتُ بالإذاعةِ. جميعُ هذه الأمورُ تبدأُ كهوايةٍ ولكنْ تكبرُ فتصبحَ من الشغفِ في حياتِنا
ما التغيراتُ التي شهدتيها في مجالِ الإعلامِ مع الوقتِ؟
الكثيرُ منْ التغييراتِ حدثتْ في هذا المجالِ، ففي التسعيناتِ الوظيفةُ الوحيدة المعترفُ بها من قبل المجتمع للقطرياتِ كانت التدريسُ. إنَّ فكرةَ الاختلاطِ المهني بين الجنسين كانتْ مرفوضةً، ولا زالتْ إلى حداً ما، ولكنْ مع ظهورِ الشيخة موزا بنت ناصر رأى المجتمعُ فيها قدوةً كامرأةٍ حديثةٍ ومحتشمةٍ، وبدأَ تقبلُ فكرةَ الاختلاطِ المهنيِّ في المجتمعِ
ما الأمورُ التي تعلمتِيها من دورِك كمذيعةٍ؟
الدروسُ التي تعلمتُها ليستْ مقتصرةً على دورِي كمذيعةٍ، ولكنْ تشملُ جميعَ التجاربِ التي مررتُ بها في مسيرتِي المهنيةِ. إذا كان الشخصُ يملكُ قناعةً تامةً بهدفٍ ما، فيجبُ عليه أنْ يسعى وراءَه، إذا كانَ الشخصُ صالحًا ولديه قدرةُ التفرقةِ بين الصوابِ والخطأِ فيمكنُه النجاحَ بالرغمِ من العراقيلِ التي تقفُ أمامَه
هل لديكِ أيُّةُ مشاريعَ تعملينَ عليها خارجَ الإذاعةِ؟
لا، أنا ضدُّ اتخاذِ طريقِ مواقعِ التواصلِ الاجتماعي كتخصصٍ فرعيٍّ، وضدُّ فكرةِ أتخذُ اسمي كسلعةٍ أتاجرُ فيها. أظنُّ أنَّ هذه الظاهرةَ مؤقتةً، وستختفي مع الوقتِ فهي تفقدُ بصمة َالمصداقيةِ، وذلك في غايةِ الأهميةِ في مجالِ الإعلامِ والأخبارِ
هل هناك أيَّةُ ذكرى بارزةً في مسيرتِك المهنيةِ تستطيعينَ أنْ تشاركيها معنا؟
لدي الكثيرُ من الذكرياتِ الجميلةِ، منها أنني كنت آخرُ مذيعةٍ تشاركُ في الإذاعة الشعبيةِ، والتي كانتْ إذاعةً تدريبيةً نشاركُ فيها قبل ظهورِنا في القناةِ العامةِ والتي هي إذاعةُ قطر. كانت هذه الإذاعةُ تقدمُ فرصةً لأيِّ شخصٍ يطمحُ بأنْ يصبحَ مذيعًا، فقد كان إرسالُها محدودًا إلى الدوحةِ والمنطقة الشرقيةِ في السعوديةِ. تتمحورُ هذه الإذاعةُ حول التراثِ والأغاني الشعبيةِ في نطاقٍ محددٍ لا يخرجُ عن دولِ الخليجِ والعراقِ واليمنِ كنتُ أتعاملُ مع هذه الإذاعةِ على أنَّها مدرسةٌ، فكانتْ تدربُنا على كسرِ حاجزِ الخوفِ بيننَا وبين مكبرِ الصوتِ. في صغري كنتُ أتحدثُ على نطاقِ مدرستي، ولكنْ عندما انتقلتُ إلى الإذاعةِ أصبحتُ في مقرٍ يستطيعُ أنْ يستمعَ إليّ من خلاله جميعُ سكانِ الدولةِ، وكان ذلك شيئًا في غايةِ الصعوبةِ. في أولِ تقديمٍ لي لمْ أستطعْ التحدث، عمل مكبرُ الصوتِ وأصابنِي الخوفُ ولمْ أستطعْ قولَ شيءٍ كذلك كانَ الانتقالُ من الإذاعةِ الشعبيةِ إلى الإذاعةِ العامةِ صعبًا، فكانتْ نقلةً من اللغةِ العاميةِ إلى اللغةِ العربيةِ الفصحى، وكان يجبُ علينا اتقانُ اللغةِ العربيةِ الخاصةِ بالإعلامِ قبل الظهورِ. أظنُّ إنَّ الإعلامَ الحديثَ يفتقدُ هذه اللمسةَ البسيطةَ، فلم يعدْ هناك نفسَ التركيزِ على اللغةِ العربيةِ السليمةِ عند المذيعينَ
ما هي نصيحتك للنساء في قطر؟
أنا أعتزُّ كثيرًا بعاداتِنَا وتقاليدِنَا، ومن ضمنِهُمَا العباءةَ، وقطرُ من الدولِ النادرةِ التي ما زالت متمسكةً بعاداتِها وتقاليدِها. أتمنى أنَّنَا نستطيعُ أنْ نستمر على المحافظةِ على هذه العاداتِ والتقاليدِ الجميلةِ
- كاتبة المقابلة: فاطمة النعيمي.
- تم تحرير المقابلة للوضوح والترتيب.