د. أمل محمد المالكي
العميد المؤسس
لكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية ، جامعة حمد بن خليفة، مؤسسة قطر
لم تدخر دولة قطر جهدًا في تحمل نفقات تغيير المشهد التعليمي المحلي، بداية من الاستثمار في البنية التحتية إلى الإرتقاء بالفكر الطلابي المستنير؛ فقد تم إحداث ثورة في كافة جوانب العملية التعليمية. وفي هذا الصدد تظهر أمام أعيننا المدينة التعليمية التي تعد إحدى الإنجازات التعليمية التي أنشأتها قطر، فهي بيئة تعليمية تستضيف تسع جامعات دولية في رحابها، إلى جانب التعليم المتقدم في مرحلة ما قبل الجامعة. وعلى الرغم من أن عدد الطلاب القطريين الذين يدرسون في مؤسسة قطر كبير جدًا، إلا أن عطائهم ومشاركتهم في تيسير التعليم في هذه الجامعات يكاد يكون معدومًا. وكأول أستاذة قطرية، ثم عميدًا في مؤسسة قطر، تبذل الدكتورة أمل محمد المالكي قصارى جهدها لإعادة تشكيل المشهد التعليمي بقوة واقتدار ليكون أكثر شمولاً. ولعل الفضول يدفعنا جميعًا إلى الاقتراب والتعرف على الدكتورة أمل المالكي، فمن هي العميدة أمل المالكي؟

أنا امرأة ذات هويات متعددة، يتقاطع بعضها ليمنحني حالة من الامتياز، بينما يعطيني البعض الآخر حالة من الحرمان، وتتبارى كلتا الهويتين معًا، لأنني لا أستطيع أن أكون أحدهما أو الآخر. فأنا أم، امرأة، ومواطنة قطرية، مسلمة، عربية، أستاذة جامعية، وناشطة نسائية. وكما هو الحال مع كل الأشياء في الحياة، فإن هذه الهويات يمكن أن تضعني في وضع غير مؤات في ثانية واحدة وتضعني في نقطة مرجعية مميزة في أخرى أنا أعتبر هجينة، فوالدي قطري، وأمي لبنانية الأصل ولكنها حصلت على الجنسية القطرية بموجب الزواج حيث تزوجت في وقت مبكر من حياتها -وكان من الأسهل في ذلك الوقت أن تتزوج من غير قطرية وتمنح الجنسية القطرية لزوجتك. وكنتيجة للزواج المختلط، أعتقد أننا تعلمنا أن نكون منفتحين على قبول الاختلافات، ففي وقت مبكر جدًا من حياتي تعرضنا لثقافات مختلفة وسافرنا كثيراً بسبب وظيفة والدي. وفي ذلك الوقت فقد أدركت تمامًا أنه لم يكن الناس مختلفين فحسب و لكني أدركت أنني أيضًا مختلفًة. يمكن أن تُثار هذه الفكرة في سياق الاختلافات سواء كانت إيجابية وسلبية، فيمكن أن يكون الأمر إيجابيًا بمعنى أنك تفهم الأشخاص من خلفيات مختلفة وتقبلهم ولا تصدر أحكاما عليهم، ولكنه يكون أمراً سلبيًا للغاية عندما تحاول السعي للحصول على القبول. فمنذ منتصف السبعينيات إلى أوائل التسعينيات، كان المجتمع القطري تقليديًا جدًا ومنغلقًا، وكان شديد العزلة، ولم يكن من المفترض أن نخرج أو نفعل أي شيء. عادة ًما كان علينا الانتظار حتى نذهب إلى منزلنا في لندن للقيام بالأشياء التي نريد القيام بها لذا فإن قبولك كشخص مختلف في الدوحة لم يكن شيئًا سائدًا، فقد حاول الناس أن يضعونني ضمن أطر معينة لم تكن مناسبة لي. وكانت تلك التجربة صعبة، وكان علي أن أجيب على العديد من الأسئلة - وما زلت أفعل – وذلك مثل "لماذا تبدين مختلفة؟ لماذا تظهرين وكأنك مختلفة؟ أنت نصف غير قطرية لذا يجب أن تكوني أكثر انفتاحًا" ... إلخ لقد وصلت إلى نقطة حيث قبلت كوني هجينة، ورأيت نفسي في العديد من الأجيال المختلفة من الطلاب الذين قمت بتدريسهم، وهذا هو السبب الذي جعلني أقول أن التدريس هو رسالتي. فلقد كنت صغيرة جدًا عندما بدأت العمل في مجال التدريس، لكن في اللحظة التي دخلت فيها هذا العالم ، ارتبطت كثيرًا بمهنتي. وتمكنت من التعرف على الطلاب، والصراع الثقافي الذي يواجهونه، والمناقشات التي كانوا يجرونها، والعديد من الأشياء التي كانوا يمرون بها في تلك المرحلة. لذلك، تمكن التدريس من وضعي في موضع وكأنني شخصً يفهمهم ويمكن أن يوجههم، لهذا السبب فقد أصبح لدي قاعدة جماهيرية كبيرة بين الأجيال الشابة، لأنهم يعرفون من أنا، وأنا أعرف من هم. فقد ساهم التدريس في تشكيل هويتي المهنية حيث أصبحت أكثر قبولًا، مما فرض دوري بعد ذلك كأستاذة جامعية
هل رغبتك في القبول من المجتمع هى التي قادتك إلى التدريس؟
بالتأكيد، الأمر كله يتعلق في نهاية الأمر بسياسات الهوية، وقد عانيت من أجل فهم هويتي بسبب توليفي الفريد. وكلما تقدم بي العمر أجد أن المجتمع أصبح أكثر انفتاحًا، تزيد أيضًا منعطفات صراع الهويات. وقد يسأل البعض "لماذا أنتِ ناشطة نسائية؟ هل هو بسبب الأحلام الضائعة أو النشأة في مجتمع محافظ؟" ولكن الأمر أبعد من ذلك بكثير. فقد يعود هذا الأمر إلى النوع، فلم أتمكن من فعل ما أريد القيام به. وقد يسأل الناس أيضًا "لماذا أنتي مدافعة عن العدالة الاجتماعية؟"، ذلك لأنني أرى مدى سوء حظ بعضنا لأنهم لا يحملون الجنسية القطرية أو لأنهم فقراء. فقد تمكنت من التعرف على مستويات متعددة من الظلم، مما جعلني في وسط طبقات متعددة. فلم أتصل بشكل حصري مع أصحاب المقام الرفيع، ولم أأتصل بشكل حصري مع أصحاب المقام الأدنى. فلم أكن أنا الذات أو الآخر، ولكن كنت أنا الذات الهجينة كان الاتصال بهويات متعددة يمثل مشكلة في ذلك الوقت لأننا نشأنا على الاعتقاد بأنه يجب أن تكون قطري الجنسية من أب قطري و أم قطرية. هذا الخطاب الذي تم تدشينه خلال تلك الفترة كان بدافع التأكيد على الهوية القومية للدولة، أو تشكيل هوية الدولة، فكان عليها أن تبالغ في تلك الرواية لخلق ما نسميه الآن "الهوية القطرية". ولكن هذا الخطاب لم يعد صالحًا تمامًا، فعندما نفكر في من يعتبر "قطري" فكل شخص على هذه الأرض يعد قطريًأ، الأفراد الذين يساهمون كل يوم في بناء هذه الأرض الخاصة بنا. وخلال السبعينيات والثمانينيات، لجأ الناس إلى ألقاب إضافية، وكانوا يبحثون عن شكل مختلف للهوية من شأنه أن يجعلهم ينتسبون إلى هذه الأرض. لقد فشلوا في إدراك أنها ليست الأسماء التي تجعلهم منتسبين إلى هذه الأرض منذ نشأتي خلال إيديولوجيات الصراع هذه، يجب أن أقول إنني نتاج هذا الصراع أيضًا. كان علي أن أتأرجح بين الروايات حتى وجدت نفسي، ووجدت نفسي عندما رأيت أنني لست وحدي. فكان الجيل الأول الذي قمت بالتدريس له في جامعة كارنيجي ميلونيعد أول مجموعة من الطلاب الذين تلقوا تعليمًا أمريكيًا في قطر. في ذلك الوقت، كان هناك نوع من رد الفعل العنيف حيث صارع الناس لقبول هذا الجيل. فقد إلتحق هؤلاء الطلاب بالجامعة واعتقدوا أن كل شيء ممكن، لكنهم تعرضوا للصد والهجوم يوميًا بسبب قيود جنسهم وثقافتهم وتنقلهم
هل يمكن أن تخبرينا بالمزيد عن طبيعة عملك؟
من الأشياء التي نحاول توحيدها هو المجتمع القطري، حيث نقول أن الجميع يشبه هذا، أو يبدو الجميع هكذا، ويؤمن الجميع بهذا وما إلى ذلك وهذا غير صحيح. على سبيل المثال، أنا من عائلة منفتحة، لكن عندما كنا في الدوحة كان علينا اتباع القواعد، سواء أحببناها أم لا. كانت تلك القواعد هي السلوك الاجتماعي المتعارف عليه والذي لا يحول بيننا وبين هيبتنا. ولحسن الحظ، فإن واحدة من القيم التي تتمسك بها الأسرة القطرية هي التعليم، ولذلك فقد أرسلوا أبنائهم و بناتهم إلى المدينة التعليمية للبحث عن التعليم الغربي في قطر. ومن الأشياء التي تقدرها تلك العائلات هى وجود هيئة تدريس قطرية يمكن لأبنائها و بناتها التحدث إليها؛ شخص يفهم طبيعة ونشأة هؤلاء الطلاب. بالإضافة إلى ذلك، كنت دائمًا على استعداد لإيصال مخاوف الطلاب إلى الإدارة. وكان أحد الاهتمامات الرئيسية لي تتمحور حول ما إذا كنا ببساطة نستورد النظريات، وهذا غير صحيح. نحن نعلًّم جميع أنواع النظريات، لكننا لا نستوردها لقد قمت بتدريس نظرية ما بعد الاستعمار، التي فتحت عقول طلابي ووسًّعت آفاقهم. لقد بدأوا في فهم المزيد حول سبب كون العالم على ما هو عليه اليوم، وأتذكر أن بعض الطلاب اشتبكوا بشكل يومي مع أعضاء هيئة التدريس الأمريكيين بسبب الموقف الاستعماري الذي جاء به بعضهم، وقد تجلى هذا الموقف الاستعماري في أفكار مثل "نحن هنا لتعليمك، نحن هنا لتحرير المرأة ... إلخ." وفي هذا الإطار فعندما نقوم بتعليم تلك النظريات والسياق الذي يقف وراءها، فيصبح طلابنا متعلمين ومطلعين، وبالتالي يتعلمون كيف الرد على هذا النوع من المواقف دون أن يتملكهم الغضب. أعتقد أن الجميع يقدًّرون أنني قمت بطرح هذا الموضوع على مائدة الحوار؛ وأنني لم أكن أمثًّل أيًا من الجانبين في ذلك العمر. ولم أمثًّل جيل الوالدين، ولم أمثًّل الأوساط الأكاديمية الأمريكية أيضًا. ولكنني كنت همزة الوصل بين الإثنين، وقد ثمًّنوا ذلك بالفعل ومن بين جميع دول الخليج، أعتقد أن قطر تدرك ما يعنيه التعليم للمجتمع، وتدرك جيدًا أن التعليم يجلب التغيير. أعتقد أنه كانت هناك خطة واضحة للتغيير الاجتماعي، ولم يكن من المنطقي أن نجلب الجامعات الأمريكية دون التفكير في أن التغيير سيحدث. والسؤال الآن هو كيف نوجه هذا التغيير بطريقة إيجابية دون حدوث فوضى أو تشويش وذلك على الرغم من احتمالية حدوث بعض الإضطرابات في مناطق معينة، التي قد تؤثر على تماسك المجتمع؟ فمع كل جيل، فإن طبيعة التغيير ستختلف. فسيعرّفني جيل ابنتي على التغييرات التي ستصدمني. على الرغم من أن دوري ليس بالضرورة صادمًا للغاية، لأنني أتوافق مع دور النوعي التقليدي وهو العمل في التعليم. وعلى الرغم من أن نظام التعليم المعني أمريكي، إلا أنه ليس إلا نظاماً تعليمياً من الأشياء التي نحاول توحيدها هو المجتمع القطري، حيث نقول أن الجميع يشبه هذا، أو يبدو الجميع هكذا، ويؤمن الجميع بهذا وما إلى ذلك وهذا غير صحيح. على سبيل المثال، أنا من عائلة منفتحة، لكن عندما كنا في الدوحة كان علينا اتباع القواعد، سواء أحببناها أم لا. كانت تلك القواعد هي السلوك الاجتماعي المتعارف عليه والذي لا يحول بيننا وبين هيبتنا. ولحسن الحظ، فإن واحدة من القيم التي تتمسك بها الأسرة القطرية هي التعليم، ولذلك فقد أرسلوا أبنائهم و بناتهم إلى المدينة التعليمية للبحث عن التعليم الغربي في قطر. ومن الأشياء التي تقدرها تلك العائلات هى وجود هيئة تدريس قطرية يمكن لأبنائها و بناتها التحدث إليها؛ شخص يفهم طبيعة ونشأة هؤلاء الطلاب. بالإضافة إلى ذلك، كنت دائمًا على استعداد لإيصال مخاوف الطلاب إلى الإدارة. وكان أحد الاهتمامات الرئيسية لي تتمحور حول ما إذا كنا ببساطة نستورد النظريات، وهذا غير صحيح. نحن نعلًّم جميع أنواع النظريات، لكننا لا نستوردها لقد قمت بتدريس نظرية ما بعد الاستعمار، التي فتحت عقول طلابي ووسًّعت آفاقهم. لقد بدأوا في فهم المزيد حول سبب كون العالم على ما هو عليه اليوم، وأتذكر أن بعض الطلاب اشتبكوا بشكل يومي مع أعضاء هيئة التدريس الأمريكيين بسبب الموقف الاستعماري الذي جاء به بعضهم، وقد تجلى هذا الموقف الاستعماري في أفكار مثل "نحن هنا لتعليمك، نحن هنا لتحرير المرأة ... إلخ." وفي هذا الإطار فعندما نقوم بتعليم تلك النظريات والسياق الذي يقف وراءها، فيصبح طلابنا متعلمين ومطلعين، وبالتالي يتعلمون كيف الرد على هذا النوع من المواقف دون أن يتملكهم الغضب. أعتقد أن الجميع يقدًّرون أنني قمت بطرح هذا الموضوع على مائدة الحوار؛ وأنني لم أكن أمثًّل أيًا من الجانبين في ذلك العمر. ولم أمثًّل جيل الوالدين، ولم أمثًّل الأوساط الأكاديمية الأمريكية أيضًا. ولكنني كنت همزة الوصل بين الإثنين، وقد ثمًّنوا ذلك بالفعل ومن بين جميع دول الخليج، أعتقد أن قطر تدرك ما يعنيه التعليم للمجتمع، وتدرك جيدًا أن التعليم يجلب التغيير. أعتقد أنه كانت هناك خطة واضحة للتغيير الاجتماعي، ولم يكن من المنطقي أن نجلب الجامعات الأمريكية دون التفكير في أن التغيير سيحدث. والسؤال الآن هو كيف نوجه هذا التغيير بطريقة إيجابية دون حدوث فوضى أو تشويش وذلك على الرغم من احتمالية حدوث بعض الإضطرابات في مناطق معينة، التي قد تؤثر على تماسك المجتمع؟ فمع كل جيل، فإن طبيعة التغيير ستختلف. فسيعرّفني جيل ابنتي على التغييرات التي ستصدمني. على الرغم من أن دوري ليس بالضرورة صادمًا للغاية، لأنني أتوافق مع دور النوعي التقليدي وهو العمل في التعليم. وعلى الرغم من أن نظام التعليم المعني أمريكي، إلا أنه ليس إلا نظاماً تعليمياً
كيف كانت رحلتك بصفتك الأستاذة القطرية الوحيدة في مؤسسة قطر؟
كل من يعرفني سيعرف أنني لم أنجز أي شيء بدون بذل جهداً مضنياً، لم آخذ أي شيء كأمر مسلم لي، وليس لدي أي شعور بالاستحقاق بسبب جنسيتي لأنني لم أترعرع على هذا النحو. لقد نشأت في فترة من الزمن لم تكن فيها قطر معروفة، فكلما سافرنا وعرفت بنفسي ومن أين قدمت إلى أفراد يتسائلون أين تقع هذه الدولة. ربما حتى منتصف التسعينيات لم تكن قطر على الخريطة من الناحية المجازية، لذلك لا يمكنك الشعور بأي استحقاق في السياق الدولي. والأكثر من ذلك، هو إنشغالي الأكبر بالتفكير في كيف سأنخرط وأكون مقبولة، الأمر الذي شكّل إلى حد كبير توجهاتى الأساسية الخارجية. أما بالنسبة لجهودي الداخلية، فقد كنت قارئة نهمة. فكان لدى والدي مكتبة جميلة في المنزل، وقرأت كل شيء من الروايات إلى الكتب القانونية مبكرًا منذ أن كنت في العاشرة من عمري فقدكنت مفتونة بالكتب منذ أن كنت صغيرة، وقد جعلني ذلك أكثر وعيًا بالظلم الذي يحيط بي. لقد تعلمت في وقت مبكر جدًا أنني محرومة لكوني امرأة. على سبيل المثال، لم يكن من السهل على أمي أن يتم قبولها من قبل المجتمع في البداية. فهى كانت صغيرة، كانت غير قطرية، بدت مختلفة، وتتحدث بشكل مختلف، وشهدت كل ذلك، مما جعلني مدركة تمامًا لقيودي. لمجرد كوني امرأة، بدأت حياتي من نقطة ضعف، وليس نقطة قوة. وقد أنهيت درجة الدكتوراة عندما كنت صغيرًة جدًا، ولهذا وصفني الجميع بأنني متفوقة. اختتمت مسيرتي الأكاديمية بشكل عام في وقت مبكر جدًا من حياتي، حيث بدأت الجامعة في سن السادسة عشرة وأنهيت درجة البكالوريوس في سن مبكرة. بعد ذلك، ذهبت على الفور إلى لندن للحصول على درجة الماجستير عندما كان عمري حوالي عشرين عامًا. أتذكر عندما تقدمت للحصول على درجة الماجستير، أخبرني المشرف الذي أجرى معي المقابلة أنني صغيرة جدًا، ويجب أن أتزوج بدلاً من استكمال الماجستير! يمكنك أن ترى التناقض في تلك الرواية لأنني لم أكن أصغر من أن أتزوج، لكنني كنت أصغر من أن أتعلم. تثبت هذه الحادثة أيضًا مدى حرماني في أي سياق، سواء كان السياق التقليدي القطري أو السياق التعليمي البريطاني في لندن بعد أن أنهيت درجة الماجستير، قضيت عامًا في تحديد ما أريد القيام به، ثم قررت بعد ذلك الحصول على درجة الدكتوراة. كنت من أشد المعجبين بجاك شاهين وكنت مهتمة بالتعليم الأمريكي، وكنت أعرف أنني أريد أن أفعل شيئًا حيال هذه الأفكار. وقادني ذلك إلى نظرية ما بعد الاستعمار والجنس، وخاصة الحركة النسائية في العالم الثالث. وكان أفضل قرار اتخذته على الإطلاق، فقد فتح عيني وجعلني أدرك أن كفاحي جزء صغير في صراع كبير. ولم أكن وحدي. وقد أطلت فترة الدكتوراة كوني لا أرغب في العودة إلى الدوحة، ولم أكن أعرف ماذا أفعل عندما عدت وأصبحت الدوحة مكانًا غريبًا بعض الشيء بالنسبة لي الآن حيث قضيت سبع سنوات في الخارج. فعندما عدت، اتصلت بي مؤسسة قطر، واتصلوا بي لإخباري أن جامعة كارنيجي ميلون ستفتتح فرعًا جامعيًا، ويجب أن ألتقي بهم. عندما تمت مقابلتي، قيل لي إنني مؤهلة بشكل أكبر من مجرد شغل منصب إداري. ومع ذلك، وفي الوقت نفسه، لم يتمكنوا من تعييني كعضو هيئة تدريس لأنني قطرية. فهم سيفتحون جامعة تقدم التعليم الأمريكي من خلال جامعات أمريكية ويقومون بتوظيف شخص غير أمريكي .. فهذا الأمر غير مسبوق. وعلى الرغم من أنهم لم يرغبوا في إنضمامي لهم كعضو هيئة تدريس، إلا أنهم ما زالوا يريدون مني العمل معهم لأنني كنت مرجعهم الوحيد للثقافة في تلك المرحلة. وبعد سلسلة من المفاوضات توصلنا إلى حل وسط. وفي نهاية المطاف يجب أن نتعلم كيفية الوصول لحلول وسط لأننا لن نحصل على ما نريد في الحياة بالطريقة التي نريدها. نحن بشر، وبالتالي لدينا حدودنا حتى لو خططنا للمستقبل في هذه الحياة. لقد أبرمنا صفقة وهى أنني سأقوم ببعض الأعمال الإدارية لمدة ستة أشهر مقابل محاولة إقناع الحرم الجامعي الرئيسي في بيتسبرغ لتوظيفي كأستاذ أنني أقدر حقًا تلك الأشهر الستة عندما قمت بالعمل الإداري، حيث ظللت أشير إلى العمل الذي قمت به عندما أصبحت عميدًا. جزء من وظيفة العميد هو الموارد البشرية، وقد تمكنت من نقل تلك المهارات التي اكتسبتها في تلك الفترة القصيرة من الوقت إلى وظيفتي الحالية. هذا فقط للتوضيح، فكل شيء يحدث لسبب ما لقد علمتني تلك التجربة حقًا درسًا، وأن كونك متفوقًا هو أمر سلبي. لا أريد أن تمر بناتي بذلك، فأنت تسبق أي شخص آخر، ولكنك لست مستعدًا وجدانياً. في ذلك الوقت لم يصل ذكائي العاطفي لمستوى النضج المطلوب، فعلى الرغم من أنني فعلت كل شيء جيدًا عندما انتهيت من دراستي، إلا أنني إنهرت عاطفياً خلال تلك الأشهر الستة في جامعة كارنيجي ميلون اعتقد الموظفون أنني يمكن أن أكون إضافة جيدة للفريق بعد أن رأوا جودة عملي. قالوا إنهم على استعداد للاستثمار في تنمية قدراتي، لكن دون ضمانات، أرادوا إرسالي إلى حرم جامعة كارنيجي ميلون الرئيسي في بيتسبرغ للتدريب كباحث ما بعد الدكتوراة. وذلك إذا، وفقط إذا، اعتقد الحرم الجامعي الرئيسي أنني لائقة للعودة كأستاذ زائر، فإن فرع قطر سيقبلني في هيئة التدريس. كان عليّ أن ألتمس الأمر من والدي أحاول إقناعه أنني بحاجة للذهاب إلى بيتسبرغ بمفردي للتدريس هناك لمدة ستة أشهر، وأتذكر أنه أخبرني أنه إذا فشلت فسوف ينتهي بي الأمر بأن أدفع ثمن ذلك لاحقًا في الحياة. لقد وعدته بأنني لن أفشل وسأجعله فخوراً بي. انتهى بي الأمر بالمشاركة في التدريس هناك وقمت بتطوير المنهج الدراسي الخاص بي لأول مرة، وعدت لاحقًا كأستاذ زائر إلى جامعة كارنيجي ميلون في قطر كان الناس وقت ذلك يتملكهم الشك، فلم يتمكنوا من إدراك إمكانية قيام أستاذ قطري بالتدريس في مؤسسة قطر. لا أعرف سبب وجود هذه الشكوك، فأنا خريجة جامعة قطر ولديهم هيئة تدريس قطرية رائعة. ولقد اتصل بي أشخاص مختلفون لأنهم أرادوا التعرف علي، وأرادوا معرفة كيف كنت هنا وما إذا كنت لائقة أم لا أو لدي اتصالات؟ كان بناء تلك الثقة مع الأمريكيين وغير الأمريكيين هو أمر لا مفر منه. لم يكن الأمر سهلاً بالتأكيد عندما لعب الجنس والعمر دورهم ضدي أيضًا. كنت في كثير من الأحيان آخر من يتحدث في أي اجتماع، وآخر من يُطلب مشورته أو رأيه
هل تغيرت تجربتك بمجرد أن أصبحتي عميد؟
لقد رأيت، وكنت جزءًا من التغييرات التي مر بها المجتمع القطري، جنبًا إلى جنب مع التحول في دور المرأة في التركيب العام للبلد. كان الكفاح الذي خضته في بداية مسيرتي مختلفًا تمامًا عما كان عليه عندما أصبحت عميدًا. لما يقرب من أحد عشر عامًا، فقد كنت عضو هيئة التدريس القطرية الوحيدة في المدينة التعليمية، وكان عليًّ أن أبني مسيرتي المهنية في هذه السنوات. واضطررت إلى مضاعفة العمل لإثبات نفسي لأعضاء هيئة التدريس الأمريكية والمجتمع القطري ولعائلتي وزملائي، أنني لم أفهم ذلك بسهولة. فأنا فرد قادر، وعملت بجد للوصول إلى ما أنا عليه الآن. والشيء الذي ساعدني كثيرًا هو أنني أسست حياتي المهنية قبل أن أتزوج وأنجب أطفالًا، وبالتأكيد ليس من السهل التوفيق بين التعليم والأطفال. وأرى كيف يكافح بعض طلابي للحصول على درجة الماجستير أثناء تربية أطفالهم، وأشعر بالأسف حقًا لهم وأراهم نساء خارقات. فأنا أمارس ما أعظ به، ولذا فقد حرصت على أن يكون لدي هيئة تدريس متنوعة، ولدينا نساء رائعات في كل مكان على الرغم من أنني لم أحصل بعد على هيئة تدريس قطرية لقد أنشأت سجل نشر الأبحاث الخاص بي، وأقمت علاقة مع مجتمعي حيث أن إيديولوجياتي لها صدى لدى جيل الشباب في قطر. باختصار، تختلف التحديات وفقًا للموقف، وتتشكل آراء الناس من خلال السياسة والاقتصاد والمنعطفات التاريخية وما شابه ذلك مما شكًّل كيفية تفاعل الناس مع بعضهم البعض. لقد أنشأت مدونة، وفجأة أصبحت كاتبة مدونة "بلوجر" وكان هذا هو الباب الذي دخل من خلاله جيل الشباب للاستماع إلى ما يجب أن أقوله والتفاعل معه. تحدثنا عن العديد من القضايا المعاصرة، وتجادلنا حول تلك القضايا على الملأ. وكانت هذه هى بداية نشاطي الرقمي وقد أحببت القيام بذلك، وكان ذلك عندما لُقبت بالناشطة. وذلك عندما أطلقت حملة بهاشتاغ #أنا نصف قطري/ة، وذاع صيتها في عام ٢٠١٤. فقد لاقت صدى لدى الكثير من الناس لتشمل أولئك الذين أمهاتهم قطريات ثم توسعت لتشمل أولئك الذين لديهم أوراق سفر عوضاً عن الجواز القطري. فقد تمكنا من الكشف عن حالات ظلم لا يوصف في المجتمع حتى في عمري لم أكن أعرف أن هذه الأشياء حدثت. عشنا جميعًا في فقاعات، وكأكاديمية، فقد عشت في أكبر فقاعة بالطبع أدت كل هذه الخبرات، جنبًا إلى جنب مع طبيعة شخصيتي وتكويني، إلى إنشاء معهد دراسات الترجمة (تي أي أ) في جامعة حمد بن خليفةفلديّ درجة الماجستير في اللغويات والترجمة، بالإضافة إلى تمكني من لغتين. يقدم معهد دراسات الترجمة برنامجين فريدين للماجستير في الترجمة والترجمة السمعية البصرية، ويركز البرنامج الأخير على إمكانية الوصول - مما يجعل المعلومات/التجارب المختلفة في متناول الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة. وبفضل ما اكتسبته من الماجستير، أنشأت مركزًا للغات يقدم الآن اثني عشر برنامجًا لغويًا يعزز التعددية الثقافية. وأدى ذلك إلى مرحلة جديدة وحديثة وهى العمادة، حيث تم تعييني في عام ٢٠١٦ وسأكمل خمس سنوات في هذا المنصب في ديسمبر ٢٠٢. هذا المنصب سياسي للغاية، حيث يجب عليًّ الالتزام بقواعد معينة. كان لا بد من تخفيف نشاطي، لكنني ما زلت صريحة على الرغم من أنني ما زلت أقول الحقيقة للسلطة. اكتشفت أنه يمكنني القيام بعمل جيد مع السلطة، ولا أحب الصراع على السلطة وأدرك أن دوري وضعني في موقع صنع القرار. إنه منصب يمكنني من خلاله تشكيل التعليم العالي في قطر، وهو أمر مذهل للغاية. وأول شيء فعلته كعميد هو تصميم برنامجين للماجستير: العلوم الإنسانية الرقمية، والتي تركز على التفاعلات الرقمية بما في ذلك الحركة النشطة رقمياً؛ والثاني هو برنامج دراسات المرأة الوحيد في قطر
لقد بدأت بودكاست عن نساء الشرق الأوسط، ما الهدف من وراء ذلك؟
قمت بتأليف كتاب بعنوان "المرأة العربية في الأخبار العربية: الصور النمطية القديمة ووسائل الإعلام الجديدة"، واستغرق كتابته أربع سنوات. قام مؤلفي المشارك ديفيد كوفر، والذي كان رئيس قسم اللغة الإنجليزية ومشرفي أيضًا، بإحضار المنظور الأمريكي إلى الدراسة لأنني أردت حقًا أن يكون الكتاب دراسة مقارنة. يعد الكتاب في حد ذاته حياة أخرى. أتذكر أنني جلست وعقدت آلاف المقالات للكشف عن كيفية تمثيل الإعلام العربي للمرأة، ثم جاء فريق البحث لدينا بأدواته الرقمية للعثور على ما كنا نبحث عنه. كانت العملية طويلة جدًا، ولهذا السبب كان الكتاب كبيرًا أيضًا، وقد كتبناه في جزأين. وهذا الكتاب يعني لي الكثير، وكان من أكثر الكتب مبيعًا في بعض الأوقات. ومع ذلك، فإن الكتاب لا يغطي تداعيات الربيع العربي، ولا التغيرات التي لحقت بمكانة المرأة، بل حدثت العديد من المنعطفات التاريخية بين ذلك الوقت واليوم. أردت حقًا إيجاد طريقة لتحديث الكتاب، ولكن بطريقة يسهل على الجميع الوصول إليها أنا على دراية جيدة جدًا بما يدور حولي بسبب العمر والخبرة والمنصب، وأعلم أن أحد الأشياء التي أتحدث عنها هى القيادة في دولة خليجية، وخاصة القيادة النسائية. هناك فرق بين نماذج الأدوار الإستراتيجية والفردية، فالنماذج الإستراتيجية هي التي جعلت طريقها إلى النجاح مرئيًا والذي سيتعلم منه جيل الشباب. من المهم أن نلاحظ أنه لا يوجد نموذج مثالي للإحتذاء به، فنحن نتعلم من كل شخص، سواء كان جيدًا أو سيئًا. لقد رأيت كيف يتم استخدام النساء في تنفيذ الأجندات السياسية، وكيف تم استخدامها بشكل سطحي فقط لإظهار صورة تقدمية لبلد أو مؤسسة أنا شخصياً أعرف نساء يعملن بجد، نساء لديهم بالفعل ما يقدمونه لخدمة البشرية وأردت الكشف عن ذلك وإيصال تلك الأصوات. هذا هو المكان الذي جاء منه البودكاست، ويجب أن أكون شاكرة لـجائحة كورونا ولأنني تمكنت من الجلوس في المنزل والعمل في هذا المشروع. بطبيعتي، أنا شخصية مبدعة للغاية، أحب التغيير وخلق أشياء جديدة ومساحات جديدة لأفكر وأكون منتجة. ولكي أفعل ما أردت، رأيت أن البودكاست هي الوسيلة المثالية لتحقيق ما كنت أتخيله. حتى الآن، فلدي أربع حلقات، وأعتقد أن هذا البودكاست سيكون جذابًا لكثير من الناس والطلاب. إنه لمن يريد أن يفهم أكثر، ولا يمكنه إقناع نفسه بوسائل الإعلام، ولأولئك الذين يريدون التعرف على الناس دون عقبات. هذا هو مشروعي الجديد الذي أنا متحمسة جدًا بشأنه قمت بتأليف كتاب بعنوان "المرأة العربية في الأخبار العربية: الصور النمطية القديمة ووسائل الإعلام الجديدة"، واستغرق كتابته أربع سنوات. قام مؤلفي المشارك ديفيد كوفر، والذي كان رئيس قسم اللغة الإنجليزية ومشرفي أيضًا، بإحضار المنظور الأمريكي إلى الدراسة لأنني أردت حقًا أن يكون الكتاب دراسة مقارنة. يعد الكتاب في حد ذاته حياة أخرى. أتذكر أنني جلست وعقدت آلاف المقالات للكشف عن كيفية تمثيل الإعلام العربي للمرأة، ثم جاء فريق البحث لدينا بأدواته الرقمية للعثور على ما كنا نبحث عنه. كانت العملية طويلة جدًا، ولهذا السبب كان الكتاب كبيرًا أيضًا، وقد كتبناه في جزأين. وهذا الكتاب يعني لي الكثير، وكان من أكثر الكتب مبيعًا في بعض الأوقات. ومع ذلك، فإن الكتاب لا يغطي تداعيات الربيع العربي، ولا التغيرات التي لحقت بمكانة المرأة، بل حدثت العديد من المنعطفات التاريخية بين ذلك الوقت واليوم. أردت حقًا إيجاد طريقة لتحديث الكتاب، ولكن بطريقة يسهل على الجميع الوصول إليها أنا على دراية جيدة جدًا بما يدور حولي بسبب العمر والخبرة والمنصب، وأعلم أن أحد الأشياء التي أتحدث عنها هى القيادة في دولة خليجية، وخاصة القيادة النسائية. هناك فرق بين نماذج الأدوار الإستراتيجية والفردية، فالنماذج الإستراتيجية هي التي جعلت طريقها إلى النجاح مرئيًا والذي سيتعلم منه جيل الشباب. من المهم أن نلاحظ أنه لا يوجد نموذج مثالي للإحتذاء به، فنحن نتعلم من كل شخص، سواء كان جيدًا أو سيئًا. لقد رأيت كيف يتم استخدام النساء في تنفيذ الأجندات السياسية، وكيف تم استخدامها بشكل سطحي فقط لإظهار صورة تقدمية لبلد أو مؤسسة أنا شخصياً أعرف نساء يعملن بجد، نساء لديهم بالفعل ما يقدمونه لخدمة البشرية وأردت الكشف عن ذلك وإيصال تلك الأصوات. هذا هو المكان الذي جاء منه البودكاست، ويجب أن أكون شاكرة لـجائحة كورونا ولأنني تمكنت من الجلوس في المنزل والعمل في هذا المشروع. بطبيعتي، أنا شخصية مبدعة للغاية، أحب التغيير وخلق أشياء جديدة ومساحات جديدة لأفكر وأكون منتجة. ولكي أفعل ما أردت، رأيت أن البودكاست هي الوسيلة المثالية لتحقيق ما كنت أتخيله. حتى الآن، فلدي أربع حلقات، وأعتقد أن هذا البودكاست سيكون جذابًا لكثير من الناس والطلاب. إنه لمن يريد أن يفهم أكثر، ولا يمكنه إقناع نفسه بوسائل الإعلام، ولأولئك الذين يريدون التعرف على الناس دون عقبات. هذا هو مشروعي الجديد الذي أنا متحمسة جدًا بشأنه
هل يمكن أن تخبرينا عن ذكرى أو تجربة تتداعى الآن إلى ذهنك؟
كثير من الناس يعملون وينتجون دون الحصول على المعرفة الكاملة، ونحن نراهم كل يوم ويحيطون بنا. ولسوء الحظ، أشعر أن البشر فقدوا رسالتهم وقضيتهم. فبالنسبة لي، فقد قدمًّت قضيتي نفسها في كتاب قمت بتحريره في عام ٢٠١١ ونشرته وزارة الثقافة. عملت عليه عندما كنت حاملاً بطفلي الأول، وكان الكتاب عبارة عن مجموعة من المقالات كتبها طلابي تغطي العديد من أنواع الكتابة الإبداعية. كان أحد هذه الأنواع عن التاريخ الشفوي، وهو أمر مهم للغاية كما نعلم جميعًا فالقصص السردية عن الدولة وهذه الروايات الشفوية تسمح لنا بالتعمق في التاريخ. لذلك، عندما قدًّمت الكتاب، كان عليًّ أن أكتب إهداء ولأول مرة كان لدي سبب. كان الإهداء "عزيزتي نجلاء، طفلتي، كل ما أفعله هو من أجلك"، وكان هذا ما يجول بخاطري بالفعل... نعم كل ما أفعله هو لجيل لا أعرفه، كانت لا تزال في أحشائي، وعندما قلت أن "نجلاء" فكانت رمزاً للعديد من الفتيات والنساء اللواتي لم يولدن بعد. فإذا كان هناك شيء أريد القيام به، فهو للنساء
ما هي نصيحتك للنساء في قطر؟
اسمح لي أن أشاركك شيئًا حدث لي أمس، اتصل بي صحفي وأخبرني أنه تحدث إلى شخص ما وأرشده إلي الحديث عن "الناشطات القطريات". وكنت قد انتهيت للتو من حلقة نقاش وأردت الإطمئنان على بناتي، لكني أجبت عليه "بالتأكيد ماذا تريد أن تعرف؟" أعتقد أنه من واجبي الإجابة على أي أسئلة تتعلق بالنسوية، على الرغم من أنها تضعني في مواقف صعبة لأن الناس يخطئون في اقتباساتي ويخرجون الأشياء من سياقها. يجب أن أكون أكثر حرصًا ولكن لا زلت صادقة مع نفسي بحكم منصبي أيضًا. وبعد ذلك اتضح لي أن الرجل ليس له علاقة بأي وكالة أنباء وربما يكون له أجندة خفية. ولم يساورني الندم على السبعة دقائق التي أعطيتها له لشرح تاريخ النسوية في العالم العربي وللدفاع عن أولئك الذين يدعون إلى العدالة الاجتماعية والمساواة بين الجنسين. ففي كلتا الحالتين، لن يمنعني هذا من الكتابة عما أؤمن به؛ أعتقد أن ما نقوم به هو الريادة. فيمكن لكل امرأة أن تكون رائدة، ويمكنها تحطيم الصور النمطية، ويمكنها أن تفعل شيئًا لم يتم فعله من قبل. لهؤلاء النساء، أقول لهن إنني فعلت ذلك، فالأمر ليس بالأمر السهل وستحتاجين إلى دعم. فقد كنت محظوظة جدًا لوجود واحد في عائلتي يساندني و يدعمني. فإذا كانوا بحاجة إلى شخص داعم، فأنا أحب أن أكون ذلك الشخص. هناك نساء رائدات خضن معارك وما زلن يحاولن، انظري إليهن ولا تيأسي أبدًا من معرفة أن قضيتكِ أكبر منكِ أقول دائمًا إن التعليم هو طريق التغيير، إنها المعركة التي لا يمكن لأحد أن يناقشها. في الأساس، التعليم هو بطاقتك الرابحة. من خلاله، نعمل داخل مجتمعاتنا بدلاً من العمل خارج مجتمعنا. يجب ألا تكون هناك نية للعمل خارج مجتمعنا؛ ليس الأمر أننا نتغاضى عن أولئك الذين فعلوا ذلك لأن لكل فرد قضيته الخاصة. قضيتي وسبب هؤلاء الشابات اللواتي يناضلن بشكل يومي هو تغيير المجتمع من الداخل. بهذه الطريقة سيقبل المجتمع بنا ويقبل دورنا الجديد. نحن نعمل مع المجتمع لأننا نهتم ببلدنا وعائلاتنا، وإذا حاول أي شخص لأي سبب من الأسباب محاربتنا، فيجب أن نتحلى بالشجاعة الكافية للوقوف وإخبارهم بما ندافع عنه. لا نستسلم؛ لا ينبغي أن يكون الاستسلام خيارًا في هذه المرحلة. فقد تقدمت مجتمعاتنا، وتخّرج أطفالنا من الجامعات الأمريكية، وسافروا وفعلوا كل شيء. وتقوم نسائنا بعمل مذهل، قانوننا لا يزال ثابتًا على الرغم من عدم وجود نساء هناك للتحدث نيابة عنا. لكننا هنا، سنتحدث إلى الحكومة وصناع القرار، نحن نساء وهذه مطالبنا. نحن لسنا ضد المجتمع ولا ضد الأسرة أو الدين. على العكس أتمنى أن يعودوا إلى الدين. نحن ضد تقاليد مستوردة من الخارج مثل تلك التي اعتمدناها في الثمانينيات من دول الجوار التي تم تسيسها، ونحن ضد الخلط بين الدين والتقاليد، فديننا أعطانا قيمة كبشر
مقابلات مشابهة
د. ريم علي الأنصاري
بدأت الدكتورة ريم علي الأنصاري مسيرتها في مجال القانون في سن مبكر، لكنها تؤكد أن صغر سنها لم يكن عائقًا، بل إنها لم ترى في التحديات التي واجهتها أي عائق، لأنها تعتبرها جزءًا طبيعيًا من أي رحلة
إقرأ المزيدالشيخة د. دينا أحمد آل ثاني
تُزهر قطر اليوم بنساء بارزات في المجال الأكاديمي والأبحاث، ومن هؤلاء الدكتورة دينا أحمد آل ثاني، الأستاذ المساعد في جامعة حمد بن خليفة، والتي تبذل قصارى جهدها في الحديث عن حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة، وتنادي بتصميم تكنولوجيا شاملة.
إقرأ المزيدالعنود الكواري
- جميع الصور تم مشاركتها معنا من قبل صاحبة المقابلة، وإن اختلف المصدر سيتم الإشارة إليه.
- تم تحرير المقابلة للوضوح والترتيب.