منى خالد البدر

مهندسة نظم معلومات وفنانة تشكيلية

حظيت قطر – في السنوات الأخيرة – بالصدارة في المجال الرياضي، إلا أن معظمنا قد يغفل عن استثمارها الكبير في مجال الفنون، فنشهد اليوم أن الكثير من الفنانين القطريين أصبحوا يمثلون قطر في المحافل الدولية المختصة بالفن، وفي هذه المقابلة، نتعرف على منى خالد البدر، الفنانة التشكيلية، ومهندسة تكنولوجيا المعلومات، وسفيرة الفن القطري لدى اليونيسكو، والامرأة التي تتحدث بالأزرق، فمن هي منى خالد البدر؟ 

Muna Al Bader

أنا إنسانة شغوفة، وهذا الشغف هو ما صنع نجاحاتي، فأنا شغوفة بمجال تكنولوجيا المعلومات، وشغوفة أيضًا بالفن التشكيلي، وبدايتي في الفن التشكيلي كانت وأنا على مقاعد الدراسة، فقد كنتُ أشترك في مسابقات عديدة، كما فزتُ خلال تلك الأعوام الأولى بجوائز كثيرة، وتم اختياري لأكون مشرفة الفنون للفصل، لكنني لم أكن أرى أن مثل هذه الأمور إنجازات كبيرة، أي لم أكن أشعر بأن فوزي في مسابقات فنية كان يشكل فارقًا في حياتي، ربما لأن الفن - في ذلك الوقت المبكر من حياتي - كان محصورًا في الحصة الدراسية، والتي كانت جزءًا من المنهج الدراسي، وهكذا كان الحال حتى تخرجي من المرحلة الثانوية، حين شعرتُ بأن لديّ وقت فراغ كبير، فانضممتُ إلى ورشة فنية في أحد المراكز، وأتذكر أن أول تعليق وصلني من معلم الرسم وقتها، هو أنني جدًا بطيئة في إكمال الرسومات، فزميلاتي كُنّ يكملن ست أو سبع رسومات في نفس الوقت الذي كنتُ أُنجز فيه رسمة واحدة، وصحيح أن مثل هذا التعليق أحبطني قليلاً، لكني لم أعر الموضوع اهتمامًا كبيرًا، بل رأيته مثل التحدي، لإيماني بأن لديّ ما أقدمه، فأكملتُ رسمتي ليندهش المعلم منها حين اكتملت، وينعجب بتفاصيلها الدقيقة، ومثل هذه التجارب شجعتني على حضور المزيد من الورش الفنية، والتعرف على تقنيات الرسم المختلفة، وبعد هذه المرحلة بعدة سنوات، فزتُ بالمركز الأول في مسابقة فنية على مستوى الوطن العربي، مما شجعني أكثر للخوض في مجال الفن التشكيلي والتعمق فيه لكني كنتُ كما نقول: "بين نارين"، لأن رغم شغفي بالفن، وموهبتي التي حققت لي الفوز في عدة مسابقات، إلا أن حبي لمجال تكنولوجيا المعلومات كان يلازمني، ولذا كان عليّ أن أقرر ما إذا أريد أن أكمل دراستي في مجال الفن، أم في مجال تكنولوجيا المعلومات، وفي النهاية، رأيتُ أنه من الأفضل لي - من الناحية المهنية - أن أكمل دراستي في مجال التكنولوجيا، وهكذا كان، والآن أعمل صباحًا في مجال التكنولوجيا، ومساءً أحلق في فضاء الفن التشكيلي.

 

كيف كانت رحلتكِ التعليمية؟

بعد تخرجي من المرحلة الثانوية، بدأتُ أدرس لنيل شهادة دبلوم مهني في تكنولوجيا المعلومات، وفي نفس الوقت كنتُ أعمل، وكان كل من حولي يتحدث عن العمل، والحصول على ترقية في أسرع وقت ممكن، وغيرها من الأمور التي لم أهتم بها كثيرًا، ما كنتُ أريد فعله هو الانغماس في العمل والتعلم من خلال الممارسة، ولم أحاصر نفسي في التعلم النظري فقط، فكنتُ أحاول أن أتعلم عن طريق تفكيك أجهزة الحاسوب، وربما كان من النادر – في ذلك الوقت -أن نرى نساء في هذا المجال، ولذا عندما كنتُ أصلح أجهزة الحاسوب في العمل، كانوا يستغربون لكوني امرأة قطرية في هذا المجال، ولكني في نفسي كنتُ أستغرب من ردة فعلهم ونظرتهم، أولاً للقطري، وثانيًا للمرأة، وأعتقد أن عملي في مجال التقنية كان بمثابة تحدي لي، لأثبت أن المرأة قادرة على فعل أي شيء، وكل شيء، إن أرادت، ولا يوجد ما هو للرجال فقط، ولذا كانت ردات الفعل المستغربة تسعدني، فهكذا كنتُ أعلم أنني استطعتُ خدش صورة نمطية عن المرأة القطرية، وأنا لم أكن أمانع العمل في المصانع، حتى أنني عملتُ في جزيرة حالول، وكل هذا شجعني للتعلم أكثر، فرجعتُ إلى مقاعد الدراسة لأحصل على دبلوم عالي في نفس المجال، وبعد هذه الشهادة كانت لي تجربة تعلم بسيطة في الفن، حين التحقتُ بجامعة فرجينيا كومونلوث، وهذا لأنه كان يقال لي أن الفنان يحتاج إلى شهادة، ودرستُ في الجامعة لسنتين ولكني لم أكمل، لأنني لم أحب فكرة التوجيهات، وتعلم قواعد وقوانين في الفن، لأنني أرى أن الفن الذي أصنعه ينبع من داخلي، وهو تعبير عن ذاتي، ففضلتُ الانسحاب من الجامعة لكني أكملتُ التعلم في مجال التكنولوجيا، وحصلتُ على شهادة بكالوريوس في هندسة تكنولوجيا المعلومات بدرجة امتياز، وبذلك شعرتُ بأنني حققتُ طموحي في المجال العلمي، ولكني فيما بعد درستُ لنيل شهادة الماجستير في إدارة الأعمال، لأنني رأيتُ أن فهم إدارة الأعمال سيساعدني في مجال التكنولوجيا، وأعتقد أن علينا أن نسعى لتجديد علمنا، وأن نتشعّب فيها، لأن العلوم تتجدد دائمًا، والتعلم في مجالات مختلفة سيحسّن من معرفتنا. 

 

هل استطعتِ الاستفادة من تخصصكِ في مجالين مختلفين لإنجاز مشروع ما؟

كانت هناك الكثير من الفرص لجمع التخصصين معًا، مثلاً في عام 2008م، قمتُ بشراء جهاز لوحي للرسم الرقمي، فكنتُ أولاً أنفذ فكرة الرسمة، أو أخطط لها على الجهاز، ومن ثم أنفذها على اللوحة، وهكذا تعلمتُ استخدام برامج التصميم والرسم، كبرنامج الفوتوشوب والإلسترايتور وتطبيقات تحريك الرسومات، فدمجتُ بين المجالين، وهذا الدمج استفدتُ منه أيضًا خلال فترة جائحة كوفيد -19، ففي عام 2020م، أطلقتُ أول معرض افتراضي في قطر بعنوان: "ليبقى الفن في أمان"، وكان المعرض بتقنية الواقع الافتراضي المعزز، وعُرض فيه أكثر من 100 لوحة لثمانين فنانين من قطر، ورغم توفر مثل هذه التقنية في قطر، إلا أنها لم تُستخدم من قبل في مثل هذا العمل، ولذا أعتقد بأن أزمة كوفيد قد فتحت آفاقًا جديدة للعالم الرقمي، فمثلاً، يمكننا استغلال المعارض الافتراضية لتكون مثل أرشيف نحفظ من خلاله المعارض التي تقام على أرض الواقع وهكذا أجدني أحاول دائمًا أن أوظف ما أتعلمه في مجالي الفني. 
ومثال آخر على ذلك هو أنني وظفتُ معرفتي في إدارة الأعمال في تسويق أعمالي من خلال منصات التواصل الاجتماعي والمنصات الرقمية، ولذا أعتقد أن كل علم نتعلمه، وكل مهارة نكتسبها، وكل ما نتعرض له من تجارب، يمكننا استخدامهم وتوظيفهم في مجالات أخرى، كما أنني لاحظتُ أثر مشاريعي على غيري من الفنانين، فبعد المعرض الافتراضي، رأيتُ أن الفنانين بدأوا يهتمون أكثر بمنصات التواصل الاجتماعي، وكيف يمكن استخدامها لعرض وتسويق أعمالهم، أو لإقامة معارض افتراضية.

 

كيف كانت رحلتكِ سواء في المجال الفني أو في مجال تكنولوجيا المعلومات؟ 

بداياتي في الفن كانت بداية متواضعة، لكن مشاركتي الأولى في مسابقة على مستوى الوطن العربي، وفوزي فيها بالمركز الأول كان حافزًا كبيرًا لي، وبعد تلك المسابقة بعدة أشهر، فزت بجائزتين من دار سوثبي للمزادات، وهي دار مزادات بريطانية عريقة، وتعتبر أكبر دار مزادات في العالم، فكان من المشجع جدًا أن أفوز بجوائز من دار عريقة وأنا في بداية رحلتي في الفن، وبعدها أقيمت لي أول معرض شخصي قام بافتتاحه سعادة الدكتور حمد بن عبد العزيز الكواري، كما كانت لي مشاركات في معارض داخلية وخارجية، ومنها معارض شخصية، وهذه الإنجازات كلها حدثت خلال آخر سنتين، وأعتقد أنني أنجزتُ خلالهما ما يطمح له فنان خلال مسيرة طويلة، والحمدلله، هذه الإنجازات أتت بسهولة، ودون تحديات، وحظيتُ بالدعم مِن كل مَن حولي، وكلها أمور حفزتني أكثر، ليس فقط للإبداع أكثر في المجال الفني، بل لأكون أيضًا مصدر إلهام لغيري وطموحاتي ليست مقتصرة على النجاح في المجال الفني، بل لديّ الكثير مما أطمح إليه في مجال تكنولوجيا المعلومات، فقد حصلتُ على ترقيات عديدة خلال مسيرتي المهنية، والتي بدأت بمسمى تقني، ثم أصبحتُ مهندسة الدعم الفني، وبعدها مشرفة على القسم، ثم توليتُ منصب مهندس تكنولوجيا المعلومات، والحمدلله، أعمل الآن كمدير العلاقات التجارية في شركة ملاحة، وهذا التدرج الوظيفي علمني الكثير، وأعتقد أنه من المهم أن يبدأ الشخص مسيرته المهنية من الصفر حتى يتعلم، ويكون شخصًا ملمًا بكل ما يحيط بمجاله، بدلاً من أن يلحق الترقيات والمسميات كمنصب فقط، بالإضافة إلى ذلك، ما زال بداخلي شغف ورغبة للتعلم، ولذا أدرس الآن للحصول على درجة الدكتوراه عن طريق البحث في ريادة الأعمال والنساء، وطريقة توظيف منصات التواصل الاجتماعي لتسويق الأعمال. 

 

حدثينا أكثر عن انجازاتك. 

من الإنجازات التي أفخر بها هو حصولي على لقب سفيرة الفن في قطر ، وكان ذلك في عام 2019م، فقد وقع علي الاختيار خلال مهرجان قطر الدولي للفن لأكون وجه الفن في قطر، وفي عام 2021م، اختارتني منظمة يونيسكو خلال الحدث عن الفن في دول مجلس التعاون كسفيرة للفن القطري، وبعدها اختارتني منظمة الفن بلا حدود - وهي منظمة في إسبانيا - كسفيرة للفن عن دولة قطر وحقيقة لا تهمني الألقاب، المهم بالنسبة لي هو طريقة أدائي لعملي كسفيرة، وتمثيلي لذلك الدور، ومدى نجاحي في ذلك، فكسفيرة أرى أنه من واجبي أن المبادرات التي أطلقها، والأنشطة التي أقوم بها، تنعكس إيجابيًا على الفنانين من حولي، ولذا أعتبر الألقاب عملاً ومسؤولية، بدلاً من أن يكون شرفًا فقط، والمهام التي أُعطيت لي كسفيرة للفن تضمنت حضور المعارض الفنية، والمشاركة في المؤتمرات الدولية، وتسليط الضوء على الفنانين المبتدئين، ومساعدتهم للمشاركة في المعارض، وتوفير ما قد يحتاجونه من دعم لتنمية مواهبهم، ومن الأمور التي أعتبرها إنجازًا هو مشاركتي في برنامج الإقامة الفنية: مطافىء نسخة 2019 م – 2020م. 

وإنجازًا آخر أفخر به هو رسمي - في عام 2021م - لجدارية في جامعة هيوستن في أمريكا، وأعتبره إنجازًا كبيرًا بسبب عراقة الجامعة نفسها، ثم لأنني وصلتُ بفني إلى عالم جديد وثقافة مختلفة، كما حظيتُ باهتمام الناس هناك لكوني امرأة محجبة، وأقوم بالرسم في مكان عام، والحمدلله، أعتقد أن وجودي هناك قد ساهم في تغيير مفهومهم عن الامرأة المسلمة المحجبة، وهذا ما أراه إنجازًا لي أما في مجال العمل، فأحيانًا نتعرض لكلام محبط وسلبي، لكنني دائمًا أتمسك بالتفكير الإيجابي، والحمدلله، انعكس ذلك إيجابيًا على زملائي في العمل، لكن لو أردتُ اختزال ما أراه إنجازًا في حياتي، هو عندما أرى أنني كنتُ مصدر إلهام لغيري، وأن هناك من استطعتُ أن أساعده، أو ألهمه للتغيير، سواء كان هذا عن طريق الفن، أو من خلال عملي كمهندسة، أو من خلال العمل التطوعي، وكمثال لتأثيري على الساحة الفنية في قطر، استخدامي للون الأزرق بكثرة في لوحاتي جعل الناس يربطون بيني وبين اللون الأزرق، فتصلني صور من فنانين آخرين يعرضون لوحات استلهموها من استخدامي للون الأزرق.

 

كيف كانت تجربتكِ في برنامج الإقامة الفنية؟

شاركتُ في برنامج الإقامة الفنية: "مطافىء: مقر الفنانين"، نسخة عام 2019-2020م، وفي برنامج الإقامة الفنية يعطى للفنان إستديو خاص به، لينجز فيه عملاً فنيًا خلال فترة تواجده في البرنامج، ومشروعي الفني خلاله كان مجسمًا، وبالنسبة لي، صنع المجسمات كان جديدًا، ولم أجربه من قبل، وقد أردتُ أن أجرب وقت مشاركتي في البرنامج شيئًا جديدًا ومختلفًا بالنسبة لي لأنني كنتُ محاطة بطاقة فنية كبيرة، وبشباب وشابات مبدعين، بالإضافة إلى نقاد الفن، وطبعًا، من المتوقع أننا حين نجرب شيئًا جديدًا سنفشل في المرات الأولى، وهذا ما حدث معي، فقد أردتُ أن أصنع مجسمًا بالأبعاد الحقيقية للإنسان، لكننا فوجئنا بأزمة كورونا، والتي أدت إلى صعوبة استيراد المواد من الخارج، وبالتالي نفاذها من سوقنا المحلي، فلم يتوفر لدي ما يلزمني من مواد، بالإضافة إلى أن المحلات التجارية أغلقت لفترة للحد من تفشي المرض، كما واجهتُ صعوبات في تنفيذ العمل، لكونها المرة الأولى التي حاولتُ فيها صنع مجسمًا، فالمجسمات تحتاج إلى نوع آخر من المواهب، مثل النحت ومعرفة تخطيط القياسات وتنفيذها، وفكرتُ وقتها في استخدام الطباعة ثلاثية الأبعاد، لكنها تحتاج إلى طابعة كبيرة لا تتوفر في قطر وأحتاج إلى استيراده من الخارج، لكن تفشي كورونا كان عائقًا، كما حاولتُ مخاطبة الكثير من الفنانين للمساعدة، لكن للأسف لم أستطع أن أصل إلى النتيجة التي أردتها، فاضطررت إلى البحث، ودراسة الطرق المختلفة لتنفيذ الفكرة، وباستخدام مادة الريزن صنعتُ قوالب للمجسم، ورغم اقتراب موعد تسليم العمل، وعدم وصولي إلى النتيجة النهائية التي أردتها، إلا أنني صمدتُ وتحديتُ نفسي، والحمدلله، استمررتُ في العمل والمحاولة، لأصل إلى المجسم الذي خططتُ له، وكل فشل كان بمثابة درس لي نبهني إلى خطأ ما لأصلحه في المرة القادمة وبرنامج الإقامة الفنية له فوائد عديدة، فالاحتكاك القائم بين الفنانين الذي يمارسون مختلف أنواع الفنون، سيُكسب الفنان نظرة جديدة لفنه ولمختلف الأمور، وسيستفيد من تجربة الآخر، سواء كان الفنان مخضرمًا أو مبتدأ.

 

مالسر وراء استخدامكِ للون الأزرق بكثرة في لوحاتكِ؟

بدأت حكايتي مع اللون الأزرق صدفةً، فحدث مرة أنني كنتُ أرسم في كتارا احتفالاً باليوم العالمي لحقوق الإنسان، ويومها لم أُكن أحمل معي الكثير من الألوان، فاستخدمتُ اللون الأزرق وتدرجاته في رسم لوحة كاملة، لكنني اندهشتُ من تعجب الناس لاستخدامي للون الأزرق، فبحثتُ من معنى اللون وما يمثله، ووجدتُ أنه لون نادر ما نجده في الطبيعة، ويصعب صنعه واستخراجه، وقبل استخدامي للون الأزرق، كنتُ أرسم بالألوان الصارخة، وعلى لوحات كبيرة، لأن المساحة الكبيرة تعني حرية أكبر في الرسم، وكان أكثر ما كنتُ أرسمه في ذلك الوقت هو مشاهد الزفاف والعرس، وأحاول أن أصنع في لوحتي نفس البهجة التي نراها في العرس، لكن عن طريق ضربات الفرشاة، وهذا ما كان معروفًا عني، لكن بعد فترة طويلة في الفن، بدأتُ أنجذب لتوجهات جديدة، ربما نتجت من احتكاكي بالكثير من الفنانين، وعندما قرأتُ أن اللون الأزرق يرمز إلى شعور الإنسان بالفرح، وهو الشعور الذي كنتُ أريد أن أصوره في لوحاتي، انغمستُ في اللون الأزرق، وتعلمتُ كيف أدمجه، وبدأتُ أرسم لوحات كاملة ومتكاملة معتمدةً فقط على اللون الأزرق وتدرجاته، وهذا كان شيئًا جديدًا على الساحة الفنية القطرية، لأنه نادر أن يرسم فنان لوحة كاملة بلون واحد فقط. 

 

حدثينا عن معارضك الفنية.

قمتُ بالعديد من المعارض، إلا أن معرض "دن دنة" له مكان مختلف في قلبي، فقد أقيم المعرض في عام 2019 م، أي بعد حوالي 15 سنة منذ بدايتي في الفن، وسبب تميزه بالنسبة لي هو الإقبال الكبير الذي شهده المعرض الذي امتد لأسبوع، وبسبب الإقبال الكبير عليه اضطررنا إلى تمديد ساعات عمل المعرض، وتلقى المعرض حبًا كبيرًا من الناس، وحظي بتفاعل كبير، كما تم الاتصال بي من الكويت وأمريكا وبريطانيا ممن أرادوا شراء بعض اللوحات التي عُرضت فيه، وصحيح أن مثل هذا النجاح أسعدني جدًا، إلا أنه يعني أن المعارض القادمة يجب أن تكون أفضل منه، وأحيانًا قد يسبب لي النجاح الكبير مخاوف عن المستقبل، لأنني هكذا أصنع لنفسي تحديًا لأن أواصل العمل بجهد أكبر. 

 

هل واجهتِ أي تحديات في رحلتك؟ 

 واجهتُ بعض الصعوبات في فترة ما للتوازن بين العمل والفن، فكلما زادت مسؤوليات العمل، قَلّ الوقت المتوفر لي للفن لكنني بدأتُ أتعلم كيف أنظم وقتي، فحددتُ لنفسي 8 ساعات عمل، وبعدها أتفرغ لنفسي وللفن، وللقيام بأمور أخرى مثل التطوع، فقد بدأتُ أتطوع منذ بداية جائحة كورونا، ووجدتُ أنني أحب الأعمال التطوعية، ربما لأنني أحب أن أساعد غيري ولذا كان التطوع مثاليًا لي، لأنني أستطيع أن أمد يد العون لغيري، وأن أرى أثر ذلك على وجوههم، كما أن مساعدة الغير والتطوع يجلبان لي راحة نفسية كبيرة، وقد تطوعتُ مع فريق من جمعية الهلال الأحمر لمساعدة المسافرين المحجورين في الفنادق، وكان هدفنا هو التخفيف نفسيًا عنهم في عزلتهم، والأكيد أنه لا تخلو أي رحلة من تحديات ناتجة من الكلام السلبي الذي قد يحيط بها، فالبعض رأي أنني لن أنجح وأترقى في العمل دون شهادة، لكن استخدمتُ كل ذلك كحافز لي، وكدافع إيجابي للأمام، وفي النهاية، ما يهمني هو قيامي بما أحب. 

 

ما هي نصيحتك للنساء في قطر؟

كوني شغوفة، ودعي ذلك الشغف يرشدكِ ويسيركِ في الحياة، وتمسكي به بغض النظر عن المصاعب.

 

مقابلات مشابهة

عبير حسن بوحليقة

نتحدث في هذه المقابلة إلى المهندسة عبير حسن أبو حليقة، التي حلمت بتغيير واقعها، وصنع مستقبل أفضل لمهندسات قطر، فسعت إلى تحقيق حلمها حتى أصبح واقعًا.

إقرأ المزيد
Fatma Mohammed Al-Shebani

فاطمة محمد الشيباني

في هذه المقابلة نسلط الضوء على إحدى هذه الرحلات والمتمثلة في الفنانة الفريدة فاطمة محمد الشيباني، لتحكي لنا عن قصة نجاحها كفنانة تحدت الواقع في قطر حتى وصلت لفلسطين.

إقرأ المزيد

فاطمة أحمد

تاريخ النشر 15\ 09\ 2022

  • جميع الصور تم مشاركتها معنا من قبل صاحبة المقابلة، وإن اختلف المصدر سيتم الإشارة إليه.
  • تم تحرير المقابلة للوضوح والترتيب.
AR