عائشة صالح المعاضيد

ناشطة بيئية

اهتمت دولة قطر بتوقيع الاتفاقيات التي تنص على الاهتمام بالبيئة، فمثلاً وقعت دولة قطر في عام 2005م على بروتوكول كيوتو الذي يوضح الأهداف والإجراءات اللازمة للحد من تغيير المناخ، كما استضافت الدولة الكثير من المؤتمرات البيئية، فقد استضافت في عام 2012م الدورة الـثامنة عشر لمؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، ولكن يظل المجتمع المحلي الداعم الأول لاستدامة البيئة المحلية، ولذا شهدت الدولة إطلاق العديد من المبادرات البيئية التي تهدف إلى توعية المجتمع بالمشاكل البيئية، ومنها مبادرة مستقبل أخضر، وفي هذه المقابلة تحدثنا صاحبة المبادرة عائشة صالح المعاضيد عن المبادرة، وعن رحلتها الشخصية في توعية المجتمع عن البيئة، فمن هي عائشة صالح المعاضيد؟

Aisha Saleh Al Maaded

أنا إنسانة طموحة ومتفائلة، وأؤمن بأن كل ما أريد تحقيقه سيتحقق يومًا ما، وإن كان بعد فترة طويلة، كما أنني اجتماعية، وأحب التعرف على مختلف الشعوب والثقافات، وأحب تعلم كل ما هو جديد، والاشتراك في الأعمال التطوعية المختلفة، بالإضافة إلى ذلك، أنا ناشطة بيئية، وصاحبة مبادرة مستقبل أخضر، وهي مباردة تهتم بتوعية المجتمع بالمشاكل البيئية، وكيفية معالجتها، أو الحد من انتشارها وتفاقمها.

 

ما الذي شجعكِ على الانغماس في مجال حماية البيئة؟

أعتقد أنني كنتُ أهتم بالبيئة منذ صغري، فأتذكر أنني كنتُ أخبر أمي برغبتي في تنظيف الشوارع، وبعد أن كبرتُ، ووعيتُ أكثر، وجدتُ أن الرسالة التي أريد أن أحملها في هذه الحياة، هي المحافظة على البيئة، وذلك عن طريق توعية المجتمع، وأن أصنع مساحة أو قناة لأفراد المجتمع، ليتمكن كل واحد منهم أن يساهم في الحفاظ عليها، وذلك عن طريق تعريف المجتمع ببعض السلوكيات البيئية الخاطئة، وتغيير تلك السلوكيات بأخرى أكثر استدامة، وأقل ضررًا على البيئة.

وما شجعني على إطلاق مبادرة مستقبل أخضر هو ما رأيته من فارق كبير بين الوعي البيئي في قطر وفي خارجه، وذلك حين قضيتُ فترة 4 سنوات خارج الدولة للدراسة، فرأيتُ أن الدولة التي كنتُ أعيش فيها كانت تقوم بحملات مكثفة لحماية البيئة، وتهتم بنشر الوعي البيئي بين شعوبها، فشعرتُ أننا نفتقر إلى مثل هذه المبادرات، فحفزني ذلك إلى تطبيق ذلك في قطر، ولذا أطلقتُ مبادرة مستقبل أخضر في عام 2018م، وما زالت المبادرة تمارس دورًا فعالاً وإيجابيًا في التوعية البيئية.

 

كيف أطلقتِ المبادرة؟ وما هي أهدافها؟

كما ذكرتُ سابقًا أن المبادرة أطلقت في عام 2018م حين اشتركتُ في برنامج القيادة التي تنظمها مؤسسة التعليم فوق الجميع، وخلال البرنامج كان علينا أن نعمل ضمن مجموعات لتصميم مبادرات اجتماعية، وكنتُ من ضمن مجموعة اتفق أعضاؤها على تصميم مبادرة بيئية، ولأنه يمكننا تسليط الضوء على مجموعة كبيرة من المشاكل البيئية، وكان علينا التركيز على واحدة منها فقط، قررنا التركيز على التلوث البلاستيكي، لأننا رأينا أن هذا النوع من التلوث كان منتشرًا بشكل كبير في الدوحة، فقد شهدنا في السنوات الأخيرة ارتفاع أعداد المقاهي، وبالتالي زيادة في استخدام الأكواب البلاستيكية، وهذا الانتشار الكبير لاستخدام البلاستيك كان بسبب قلة الوعي بين أفراد المجتمع عن مادة البلاستيك، وعن ضرره على البيئة على المدى البعيد، فالجميع كان يستخدم البلاستيك في حياته اليومية دون التفكير بأضراره البيئية.

وهكذا كانت بداية مستقبل أخضر، إلا أنه – مع مرور الوقت - أصبح مشروعًا أكبر، وأصبح يسلط الضوء على تحديات بيئية مختلفة، مثل طرق التقليل من النفايات عن طريق إعادة التدوير، والاستخدام المكرر، ونحاول أن نقدم للناس نماذج تطبيقية، يمكنهم استخدامها في حياتهم اليومية، وفي مختلف الأماكن، فنشجعهم على أخذ أكياسهم الخاصة عند الذهاب للتسوق، ونشجعهم على حمل أطباقهم الخاصة عند الطلب من المطاعم، وربما تكون هذه السلوكيات بسيطة، إلا أن التغييرات البسيطة قد تشجع غيرنا على الاقتداء بها.

وما يميزنا عن غيرنا من المبادرات التي تهدف إلى المحافظة على البيئة، هو أولاً أننا نحاور المجتمع بلغة بسيطة وسهلة، فلا نخاطبهم بلغة علمية قد يصعب فهمها، ولا نرهقهم بالإحصائيات الدقيقة، بل ما نحاول فعله هو مخاطبتهم بلغة سهلة الفهم، وتقديم نماذج تطبيقية بسيطة، وأعتقد أن هذا الأسلوب سيجذب إلينا الجمهور، ويشجعهم على أخذ الخطوات اللازمة لحماية البيئة، وطبعًا لا يخلو فريقنا من الاختصايين البيئيين الذين يفهمون تأثير مختلف المواد عليها، فحتى لو كانت اللغة التي نتواصل بها مع العامة لغة سهلة، إلا أننا نحرص على تقديم المعلومات العلمية الصحيحة.

 

كيف كانت تجربة العمل مع مختلف المنظمات كناشطة بيئية ؟

عملنا مع مختلف المنظمات، منها مكتبة قطر الوطنية، ووزارة البلدية، وغيرهما من المنظمات المعروفة، وكانت لنا مشاركات في معارض مختلفة، منها معرضًا مصغرًا في كتارا، جمعنا فيه بائعين لمنتجات تدعم الاستدامة، مثل الأعواد المصنوعة من البامبو، والأكياس التي يمكن إعادة استخدامها، والهدف من المعرض كان تعريف المجتمع القطري بالبائعين الذين يوفرون المنتجات الصديقة للبيئة.

 كما نظمنا بعض الجلسات النقاشية، واستضفنا فيها أصحاب خبرات مختلفة، حتى أن بعضهم كان من خارج دولة قطر، وبالتالي يشارك معنا مثل هؤلاء الضيوف خبرتهم المكتسبة في دولتهم، ومن ثم نحاول نحن في قطر أن نستفيد من تلك الخبرة الأجنبية، وأن نطبقها بما يتناسب مع بيئة قطر، كما شاركنا في مؤتمر الشباب في روسيا عن إعادة التدوير والاستدامة.

وكل تجربة عمل مع المؤسسات كانت فريدة، ولكن كل ما نقدمه من نصائح، وما نناقشه من أبحاث، كلها جهود فردية نقوم بها بأنفسنا في فريق مستقبل أخضر.

ما هي رؤيتك المستقبلية لمبادرة مستقبل أخضر؟

نطمح إلى التعاون مع وزارة البيئة ووزارة البلدية لحل بعض المشكلات البيئية التي نواجهها في قطر، كما نطمح أن يكون لنا دورًا في إصدار قوانين تختص بمشاكل البيئة، وأن نكون شريكًا فعالاً في ذلك، كما نخطط لتقديم استشارات بيئية للمجتمع.

 

هل واجهتِ أي تحديات في رحلتك؟

على المستوى الشخصي، قد أصادف أحيانًا ردات فعل من المجتمع تقلل من جهودي في إطلاق المبادرة، بحجة صغر سني، بالتالي قلة خبرتي، إلا أنني أرى أن مثل هذه التعليقات تحديًا أستخدمه لدفعي للأمام، أما عن التحديات التي تواجهها المبادرة، فتتمثل في قلة الدعم من الوزارات والمنظمات البيئية للمبادرة، واعتمادنا الكلي على جهودنا الفردية في إدارة وعمل المبادرة.

 

حدثينا أكثر عن انجازاتك.

من الأمور التي أراها إنجازًا كبيرًا لي وللمبادرة، هو أن المبادرة نجحت في الوصول إلى مختلف فئات المجتمع، خاصة الأطفال وطلاب المدارس، وعندما نقوم بأي ورشة في المدرسة، وأرى تفاعل الأطفال مع المبادرة، وفكرة المحافظة على البيئة، أمتلئ بالسعادة، وبالأمل بأن الجيل القادم سيحاول الحفاظ على البيئة بطريقة أفضل، وأشعر بالفخر لأن المبادرة كان لها دورًا في ذلك.

 

ما هي نصيحتك للنساء في قطر؟

اتحدن مع بعضكن البعض، لأنه من الضروري أن ندعم بعضنا البعض، وأن نجد القوة في أنفسنا، وفي تكاتفنا، وساهمن في المحافظة على البيئة بأي طريقة حتى لو بدت بسيطة.

 

مقابلات مشابهة

عبير حسن بوحليقة

نتحدث في هذه المقابلة إلى المهندسة عبير حسن أبو حليقة، التي حلمت بتغيير واقعها، وصنع مستقبل أفضل لمهندسات قطر، فسعت إلى تحقيق حلمها حتى أصبح واقعًا.

إقرأ المزيد
Fatma Mohammed Al-Shebani

فاطمة محمد الشيباني

في هذه المقابلة نسلط الضوء على إحدى هذه الرحلات والمتمثلة في الفنانة الفريدة فاطمة محمد الشيباني، لتحكي لنا عن قصة نجاحها كفنانة تحدت الواقع في قطر حتى وصلت لفلسطين.

إقرأ المزيد

فاطمة أحمد

  • جميع الصور تم مشاركتها معنا من قبل صاحبة المقابلة، وإن اختلف المصدر سيتم الإشارة إليه.
  • تم تحرير المقابلة للوضوح والترتيب.
AR