د. إيمان محمد النعمة

بروفيسورة في الكيمياء التحليلية

مجالُ العلومِ في قطرَ حافلٌ بالوعودِ، وينمو شيئًا فشيئًا؛ ليواكبَ العالمَ وينافسَه من منتجاتِه إلى صُناعِه، حيثُ إنَّ الدولةَ صبَتْ الاهتمامَ في هذا المجالِ ورفعَتْ من مقامِ كلِّ عالمٍ قطريٍّ وعززَتْ من رحلتِهِ العمليةِ في اكتشافِ العالمِ. مثلُ كلِّ المجالاتِ الأخرى، ينقسمُ مجالُ العلومِ إلى مداخلَ عديدةٍ وعميقةٍ، وغموضُ كلِّ مدخلٍ غيرُ معروفٍ إلا لمستكشفيهِ، ومن تلك المجالاتِ علومُ الكيمياءِ التي لا زالتْ تطرحُ الأسئلةَ لعلمائِهَا في إطارٍ شيقٍ ومثيرٍ. إحدى الرائداتِ القطرياتِ في هذا المجالِ هي الدكتورةُ إيمانُ محمد النعمة، فمن هي الدكتورة إيمان النعمة؟

تدرجْتُ بالعمل في جامعه قطر من معيده الى محاضر إلى أستاذٍ مشاركٍ ثم أستاذٍ في الكيمياء التحليليه في مجال التحليلِ الكهروكيميائي، حيث حاولتُ أنْ أوجه أبحاثي في مجال البيئةِ والصناعات الدوائيه .بعد سنين من العطاءِ في هذا المجالِ، تقاعدتْ وحاليًا أراقبُ علم الكيمياءِ عن بُعدٍ وباهتمامٍ  

 

ما الذي جذبكِ إلى هذا التخصصِ الفريدِ؟

 

بدأَ حبِّي لتخصصِ الكيمياءِ في المرحلةِ الثانويةِ، كنتُ أميلُ لدراسةِ الصيدلةِ، لكنْ لمْ يتوفرْ التخصصَ في جامعةِ قطرَ آنذاك، مما ادى إلى دراستي للكيمياءِ في جامعة قطرَ كونها أقربَ تخصصٍ للصيدلةِ. أكملتُ دراستي العليا للماجستيرفي الكيمياءَ العضويةَ ومنْ ثمَّ حصلتُ على الدكتوراهِ في الكيمياءِ التحليليةِ في ١٩٨٩

كيف كانتْ تجربتُك في رحلةِ التدريسِ؟

عملت في مجال تدريس مقررات الكيمياء التحليليه في جامعه قطر بالإضافه إلى الاستمراريه في نشر البحوث العمليه التخصصيه في مجال تحليل بعض الادويه بالتعاون مع بعض جهات الدوله مثل وزاره البلديه والبيئه انذاك. شاركتُ في العديدِ من لجانِ الجامعةِ والكليةِ والقسمِ، بالإضافه الى اللجانِ داخل وخارجُ الجامعةِ عينت مشرف عام للمختبر المركزي لكليه العلوم في جامعه قطرفي الفتره (١٩٩٤-٢٠٠٤) ووكيل لشؤون الطلاب (٢٠٠٣-٢٠٠٤) ثم مدير إداره القبول في الجامعه إلى ٢٠٠٦ عبر فتره عملي في الجامعه تم نشر ٣٤ بحثًا علميًّا تخصصيًّا منشورًا في مجلاتٍ علميةٍ متخصصةٍ، كما حصلتُ على جائزةِ الدولةِ التشجيعيةِ في مجالِ العلومِ التطبيقيةِ في الكيمياءِ ٢٠٠٨ مناصفه مع الاستاذه الدكتوره هاله العيسي. تلك الجائزةُ كانتْ تقدمُ كلَّ سنتين في إحدى المجالات من قبل وزارةِ الثقافةِ، حيث لا زلتُ أذكرُ عندما اتصل بي سعادة الدكتورُ حمد عبدالعزيز الكواري -الوزير السابق- قبل يوم الحفلِ ليباركَ لي بفوزي بالجائزةِ مع الدكتورةِ هالة. هذه المحطةُ في حياتي أعتبرُها أبرزَ ذكرى لي في حياتي المهنيةِ، حيث إنَّ فرحَتي بمصافحةِ صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني -حفظه الله- لا تُوصَفُ ولا زالتْ تخطرُ في بالِي

 

هل واجهتِ تحدياتٍ في حياتكِ المهنيةِ أو العلميةِ؟

في الجزء الأول من حياتي العلميةِ لمْ تتوفرْ الدراسات العليا في قطرَ، مما أدى إلى تسجيلي بجامعةِ عين شمس في مصر لإكمالِ دراساتي العليا حيث كانت الدراسه يتطلبُ حضورَ عامًا دراسيًّا كاملًا في مصر لدراسةِ الجزء النظري، بينما يتطلبَ إكمالَ الجزءَ العملي بمعملِ أبحاثِ جامعةِ قطرَ تحت إشرافِ دكتور جامعي من جامعة قطر مع أخر من جامعة عين شمس وإجراءُ تحاليل العينات بالخارجِ مع شراء بعض الكيماويات الخاصه وطلب الابحاث من الخارج التسجيل للدكتوراه أسهلَ بكثيرٍ من الماجستير، لمْ أضطرْ إلى الذهابِ إلى مصر كثيرًا، حيث اكملت ابحاثي في معامل قسم الكيمياء لتوفر المواد والأجهزه. أما الموقف الذي لن انساه هو سرقة المعمل الذي اعمل به في جامعة عين شمس في اول يوم لي به   

 

كيف وازنتِ بين مسؤولياتك المختلفةِ بنجاحٍ؟  

 

تزوجتُ بعد السنةِ التمهيديةِ، والحمد لله - رُزِقْتُ بأولاد يملكونَ اهتماماتٍ علميةٍ أعطتني القدرةَ على مساعدتِهم في دراساتِهم. في البدايه لمْ يكنْ من السهلِ الموازنةِ بين العمل وتدريسِ الاولاد، لكن الحمدلله عبر الجهد المبذول حصدتُ أثارهَا الطيبةِ   

 

ما هي نصيحتك للنساء في قطر؟

نصيحتي للنساءِ القطرياتِ المثابرةُ، والصبرُ، والتروي للحصول على المناصبِ، والعملُ المستمرُ في التنميةِ العلميةِ واغتنامِ كلَّ فرصةٍ، خاصةً مع توفرِ جميعِ الإمكانياتِ الماديةِ، وتوفر البيئةَ العلميةَ من جامعاتٍ ومعاهدِ الأبحاثِ بالإضافةِ إلى تشجيعِ الدولةِ عبرَ برامجِها الوطنيةِ للبحثِ العلمي. وأهم من ذلك كلهُ، تنظيمُ الوقتِ؛ لينتفعَ الفردُ والمجتمعُ في الآن ذاتهِ. في نهايةِ اليومِ، حتى مع كل تلك النصائحِ، الحياةُ هي التي تعلمُك

 

  • كاتبة المقابلة: فاطمة النعيمي والعنود الكواري.
  • تم تحرير المقابلة للوضوح والترتيب.
AR
Scroll to Top