شيخة علي المري

ناشطة اجتماعية

الشباب هم قوة المستقبل، وقادة التغيير، فهم بمثابة العمود الفقري الذي لا يمكن للمجتمع الاستغناء عنه، فشباب اليوم يساهمون في مختلف القطاعات، فتجدهم في القطاع الاقتصادي، والاجتماعي، والسياسي، وحتى في قطاع التنمية، كما يبدعون في الأفكار، والابتكارات في مختلف المجالات، ويشاركون بذلك في نهضة المجتمع. ولذلك يجب أن نصنع لهم مساحة يناقشون فيها تطلعاتهم لأنفسهم وللمجتمع، وأن نناقشهم دائماً لضمان تلبية متطلباتهم، فينموا وتنمو الأمة معهم. وفي هذه المقابلة نسلط الضوء على أصغر عضو، حالياً، في اللجنة الشبابية الاستشارية التابعة لوزارة الثقافة والرياضة، والتي تسعى إلى تعزيز ثقافة العمل والحوار في مجال الثقافة والرياضة والشباب، وتهدف إلى تحقيق تغييرات ايجابية في المجتمع، وإثراء التغيير بين الشباب، فمن هي شيخة علي المري؟

Shaikha Ali Al-Marri

أنا امرأة مسلمة، عربية، قطرية تربّت على الثقافة البدوية، أما تعليمي فدرستُ في المدارس الحكومية حتى تخرجي من المرحلة الثانوية، وبعدها الحقتني والدتي لإكمال الدراسة في مؤسسة قطر التي لم أكن أعرف عن وجودها قبل ذلك! وفي مؤسسة قطر بدأت مرحلة الصحوة والتفكر، وهي المرحلة التي دفعتني إليها أحداث وتجارب جديدة لم أمر بها من قبل، فقبل التحاقي بالمؤسسة كنتُ أعيشُ في منطقة فكرية أشعر فيها بالراحة، ولكن التحاقي بالمؤسسة جعلني أتحدى أفكاري السابقة عن نفسي تخرجتُ من جامعة فرجينيا كومنولث، كلية فنون التصميم في قطر، كمصممة جرافيك، كما رشحتُ نفسي للانتخابات الشبابية – والتي كانت الأولى من نوعها في قطر ومنطقة الشرق الأوسط – وكنتُ من أحد الذين فازوا بأعلى رقم من الأصوات في الدولة للانضمام إلى اللجنة.  

ويتضمن عملنا في اللجنة التعرف على الشباب وأفكارهم وتطلعاتهم وحاجاتهم عن طريق الدراسات، وبعدها نقدم توصيات للوزارة بناء على نتائج هذه الدراسات، وتجربة العمل في اللجنة غيرت الكثير في شخصيتي. أما حالياً، فأعمل في الهيئة العامة للطيران المدني كمصممة جرافيك وأعتقد بأنني فضولية، فأحب البحث، والتعلم عن التاريخ والسياسة والدين، وعن العالم الذي حولنا، ومهتمة بشكل خاص بدراسة الهوية، خاصة الهوية الثقافية، وأنا أؤمن أن كل شخص له الحق في أن يحتفظ بتراثه التاريخي والثقافي، فقد كانت إحدى مشاريعي في الجامعة عن فن السدو، وعن ضرورة جعله معاصر، فيكون لنا دور في تنمية هذا الإرث التاريخي.

 

هل كنتِ دائما مهتمة في دراسة التصميم الجرافيكي؟

كنتُ أميل دائماً إلى الفن، فكنت أحب رسم الشخصيات من القصص المصورة اليابانية (الأنمي) ومسلسلات قناة (سبيستون)، وكنت أطمح للدراسة في مجال التصميم أو التواصل الإعلامي، ولذلك برنامج التصميم الجرافيكي كان الأنسب لي، فعندما بحثتُ عن التخصص وجدتُ أنه مزيج من التصوير والأبحاث والفنون، ويسمح لي أن أعبر عن أفكاري عن طريق الفن.  

ولكن كل أصدقائي كانوا قد التحقوا بجامعة قطر بالتخصصات التي يقال إنها مطلوبة في سوق العمل، ووقتها لم أتخيل كيف سأتمكن من أن أكون جزء من مجتمع جديد، كما أنني اخترت تخصصي دون أن أتقيد بما هو سائد في سوق العمل، ولكني اكتشفت أن تخصصي مطلوب، فبعض الطلاب لا يبحثون ما إذا كان التخصص مطلوب، ولكن يعتمدون على آراء الناس، ويتبعون الرأي السائد، خاصة إذا كان الرأي السائد سيرسم لهم طريقاً سهلاً أما العمل الذي أقوم به في الهيئة العامة للطيران فهو نفس ما تعلمته في الجامعة، فأقوم بتصميم النشرات الإلكترونية التي توزع عن طريق البريد الالكتروني (الإيميل)، كما أصمم المحتوى لحسابات الهيئة الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي.

 

 

ما سبب ترشيحك لنفسك للجنة الشبابية؟

شعرتُ بأنها ستكون تجربة جديدة، فغلبني الشعور بالفضول لأجربه، واكتشف نفسي وقدراتي، ولأن الانتخابات كانت تحصل لأول مرة في قطر لم يكن هناك أشخاص سبق أن خاضوا هذه التجربة، فلم يكن لدي مرجع، ولكن سبحان الله، كنت اكتشفُ شيئاً جديداً في كل خطوة من الانتخابات وأنا بطبيعتي كنت أحب أن أطرح قضايا، وأناقشها على حسابي في (السناب شات)، ولكن الحساب كان خاص لأفراد معينة من عائلتي وأصدقائي، فقبل ذلك كنت أرفض الظهور في الإعلام لأسباب تخصني وتخص أسرتي، وأيضاً بسبب الصورة النمطية السلبية بأن المشاهير على مواقع التواصل الاجتماعي ليس لديهم محتوى مفيد، ولكني رأيت أن الانتخابات سبب يستحق ظهوري في الإعلام، لأن لدي هدف جيد، وإلى الآن مستمرة في الظهور الإعلامي كما أنني أدرس وأبحث دائماً عن كل موضوع أتحدث وأكتب عنه، وأسعى للحفاظ على الصورة الايجابية للظهور الإعلامي من خلال تعزيز القيم والحوار، وتسليط الضوء على التحديات والفرص، والتعلم من بعضنا البعض، وإن شاء الله، أتمنى أن يكون ظهوري إلهام للبقية، لكي يكون لهم وجود على مواقع التواصل الاجتماعي، لأنها أحد أكبر وأكثر الأدوات التي تؤثر وتشكل المجتمعات حول العالم فمثلاً، بدأنا نادي في تطبيق (كلوب هاوس) سميناه "بصمات" بعد موافقة أعضاء اللجنة، ونتحدث فيه عن التحديات في المجتمع، ومواضيع مختلفة مثل القضية الفلسطينية، وريادة الأعمال، كما نستضيف أسبوعياً أشخاص من مناطق مختلفة في العالم العربي، فأنا لا أعرض فقط قصص ملهمة، ولكن أريد المجتمع أن يكون على وعي بما يحصل حولنا، كما استضفت شخصيات شبابية ملهمة من غزة والكويت للتحدث عن التخصصات العلمية المختلفة. شعرتُ بأنها ستكون تجربة جديدة، فغلبني الشعور بالفضول لأجربه، واكتشف نفسي وقدراتي، ولأن الانتخابات كانت تحصل لأول مرة في قطر لم يكن هناك أشخاص سبق أن خاضوا هذه التجربة، فلم يكن لدي مرجع، ولكن سبحان الله، كنت اكتشفُ شيئاً جديداً في كل خطوة من الانتخابات وأنا بطبيعتي كنت أحب أن أطرح قضايا، وأناقشها على حسابي في (السناب شات)، ولكن الحساب كان خاص لأفراد معينة من عائلتي وأصدقائي، فقبل ذلك كنت أرفض الظهور في الإعلام لأسباب تخصني وتخص أسرتي، وأيضاً بسبب الصورة النمطية السلبية بأن المشاهير على مواقع التواصل الاجتماعي ليس لديهم محتوى مفيد، ولكني رأيت أن الانتخابات سبب يستحق ظهوري في الإعلام، لأن لدي هدف جيد، وإلى الآن مستمرة في الظهور الإعلامي كما أنني أدرس وأبحث دائماً عن كل موضوع أتحدث وأكتب عنه، وأسعى للحفاظ على الصورة الايجابية للظهور الإعلامي من خلال تعزيز القيم والحوار، وتسليط الضوء على التحديات والفرص، والتعلم من بعضنا البعض، وإن شاء الله، أتمنى أن يكون ظهوري إلهام للبقية، لكي يكون لهم وجود على مواقع التواصل الاجتماعي، لأنها أحد أكبر وأكثر الأدوات التي تؤثر وتشكل المجتمعات حول العالم فمثلاً، بدأنا نادي في تطبيق (كلوب هاوس) سميناه "بصمات" بعد موافقة أعضاء اللجنة، ونتحدث فيه عن التحديات في المجتمع، ومواضيع مختلفة مثل القضية الفلسطينية، وريادة الأعمال، كما نستضيف أسبوعياً أشخاص من مناطق مختلفة في العالم العربي، فأنا لا أعرض فقط قصص ملهمة، ولكن أريد المجتمع أن يكون على وعي بما يحصل حولنا، كما استضفت شخصيات شبابية ملهمة من غزة والكويت للتحدث عن التخصصات العلمية المختلفة.  

 

حدثينا عن اللجنة الشبابية، وعن تجربتك فيها.

تتكون اللجنة الشبابية من سبعة أفراد، أربع فتيات وثلاثة أولاد من أعمار مختلفة، وتخصصات، ووجهات عمل مختلفة. وتنحصر عمل اللجنة في الاستشارات والبحث، ولا نمتلك أي سلطة تنفيذية، وكان هناك تحديات في عمل اللجنة من ناحية اللوائح، وفيما يخص هوية اللجنة – والتي تعتبر الحجر الأساسي لأي مجموعة - ولكن استطعنا تجاوز هذه التحديات ومعالجتها، ونعمل الآن على اللائحة الداخلية، والتي ستساعد اللجان القادمة للقيام بدورها بطريقة فعالة وجزء من عملنا في اللجنة هو أن نلتقي بالشباب في جهات العمل والمدارس والجامعات، لنسمع أفكارهم عن قضايا ومواضيع محددة، ثم ندرس ونحلل التحديات، ونطرح سبل التغلب عليها، كما نستمع إلى طموحاتهم وأهدافهم، والأفكار التي تأتينا معظمها تكون لمشاريع دعم في ريادة الأعمال، واللجنة ترفع هذه المقترحات لسعادة السيد صلاح بن غانم العلي - وزير الثقافة والرياضة - وهو الذي يقرر المشاريع التي تستحق الدعم، والجميع يمكنهم الاطلاع على أعمالنا من خلال صفحات التواصل الاجتماعي أما طريقة الدراسة فتكون عن طريق الاستبيانات لجمع الآراء، وللكشف عن التحديات والمتطلبات، فالإستبيان الأول كان لدراسة وضع الشباب في نواحي مختلفة كالعائلة والاقتصاد والصحة العقلية والنفسية، أما الاستبيان الثاني فكان عن المؤثرين على منصات التواصل الاجتماعي، وهدفنا من هذه الاستبيانات هو تشجيع الشباب على التعبير عن أنفسهم، والتحدث عن التحديات التي تواجههم، كما نشجعهم ليكونوا جزء من حل المشكلات من خلال التفكير النقدي للبحث عن سبل التحسين والتغلب على الصعوبات وكمصممة جرافيك، لم أرغب في إعداد استبانة تقليدية، فأردت أن تكون الاستبيانات مبتكرة، ليرفع من مستوى مشاركة الشباب وتفاعلهم، كما حرصت على طرح الأسئلة التي ستمس مختلف الأفراد في المجتمع لتعكس الواقع الذي نعيشه.

 

ما هو هدفك من الظهور الإعلامي وكعضو في اللجنة الشبابية؟

هدفي هو تحفيز التغيير الإيجابي في المجتمع، وأن أمثل صورة مشرفة للفتاة المسلمة، وأطمح أن أكون جزء من صوت الناس، فأحاول النقاش عن قضايا متنوعة، مثلاً، تحدثت عن الحروب الفكرية التي تمر بها المنطقة العربية والإسلامية، وذلك تحت مسمى السلام والقانون والدين وحقوق الإنسان، فأنا أرى أنه من المهم جداَ أن يكون الشخص واعي بمثل هذه الحروب، فلا يتبع الأسماء اللامعة وأفكارها دون تفكير، فنخضع كل شيء للتحليل العميق والتفكير النقدي، فهناك ثقافات مهددة بالخطر، وأعتقد أن المنطقة الإسلامية والعربية تتعرض لتهديد وجودي، وهذا رأي صريح لكن بسيط، أما التفاصيل فهي أدق وأعمق، أما التغيير فيجب أن يأتي من الشعب نفسه، فهم المستقبل وصناع القرار، وبإمكانهم الوصول للسلام الحقيقي والعدالة من خلال احترام اختلاف الثقافات والمعتقدات التي حولهم.

 

ما هي نصيحتك للنساء في قطر؟

أنا مهتمة في تمكين المرأة، وأؤمن أنه لا يوجد مجتمع يصلح إلا بصلاح المرأة، وأن المرأة طاقة فريدة ومهمة يجب استثمارها، كما أؤمن بأن المرأة يجب أن يكون لها دور في المجتمع خارج محيط أسرتها كما يجب أن ندرس القرآن بطريقة صحيحة، ولا نسمح للآراء الشخصية التي تحرف في فهم القرآن أن يشكل المجتمع وثقافته، ويجب على العالمات المسلمات في الرياضيات والفلك والشعر والخطاب والسياسة أن يكونوا مصدر إلهام لنا.  

ولذلك نصيحتي للمرأة هو أن تتبع شغفها، فهناك الكثير من المسؤوليات المهمة في المجتمع، والتي يجب عليها أن تسعى إلى تحقيقه، كما أنصح النساء بألا يتغاضين عن السلوكيات الزوجية التي تعارض ديننا الحنيف (الإسلام)، وتعارض قيم المروءة والإنسانية بالسكوت وتحمل الأذى النفسي مما قد يتعرضن له من بعض الرجال من قمع وعنف وانعدام المسؤولية في حمل هم الأسرة والعمل، وذلك تحت مسمى التضحية لأجل الأسرة، فهذا السكوت قد يزيد من انتشار هذا الوباء السلوكي في مجتمعنا كما أنصح النساء بتوعية أنفسهن بحقوقهن القانونية والدينية في رفض هذه السلوكيات، وحماية حقوقهن الإنسانية لما له من تأثير كبير على أفراد المجتمع بإصلاح مفهومهم وسلوكياتهم بما يرضي الله ورسوله. كما أنصحها أن تجد رسالتها الخاصة في الحياة، فتعمل وتتعلم وتتبع شغفها في العلوم المختلفة، فتتواجد في الحوارات النقاشية التي تثري الفكر والروح وتساهم في رفعة المجتمع والأم يجب أن تساعد أطفالها في أن يكونوا متفاعلين في المجتمع، فأنا لم أكن على علم بالنوادي الشبابية الموجودة لدينا، واكتشفتها من خلال اللجنة، ولذلك أنصح الأمهات بأن يضعوا أطفالهم فيها، فالبعض عندهم تخوف من مشاركة أطفالهم في هذه النوادي، ولكن هذا يجعلنا معزولين، وخائفين من مشاركة آرائنا في المستقبل، لأننا نشأنا دون أي تفاعل مع المجتمع، وليس لدينا العطف على الآخرين، لأننا لم نشاركهم التجارب التي تثري الحياة، وبالتالي لابد من تغيير هذه المفاهيم والتغيير ليس صعباً، لأن المرأة مثل البطلة الخارقة، وهي صاحبة التغيير مهما كانت التحديات التي حولها، والإنسان، بالإيمان الحقيقي والعمل المستمر والصبر، بإمكانه أن يصنع التغيير ويصل إلى هدفه، وكلما زاد الوعي عند النساء، كلما زاد الوعي في المجتمع، وفي نظري الحياة رحلة مليئة بالعلم، وحصانة الإنسان هي بالمعلومات والعلم والوعي، وبدون العلم يصبح الإنسان عرضة للأفكار المتطرفة، فالعلم هو الذي يؤدي إلى النجاح الحقيقي، وسيساعدك في ترك بصمة في هذه الحياة.

 

  • كاتبة المقالة: لولوة الصايغ.ٍ
  • تم تحرير المقابلة للوضوح والترتيب.
AR