لولوه حسين المري

رئيسة لجنة رياضة المرأة القطرية

شهدت الساحة الرياضية في السنوات الأخيرة نموًا في وجود المرأة القطرية فيه ، فنرى الآن لاعبات قطريات ينافسن في البطولات المحلية، بالإضافة إلى وجودهن، ونجاحهن في الساحة الرياضية العالمية، كما توجد على الساحة الرياضية نساء يعملن على تعزيز دور المرأة في الرياضة، وتشجيع المجتمع لتبني حياة صحية، عن طريق عملهن في المنظمات الرياضية، لضمان استمرار ازدهار المرأة في هذا المجال، كما يسعين إلى توفير الفرص للنساء في قطر، وفي هذه المقابلة نسلط الضوء على لولوه حسين المري، رئيسة لجنة رياضة المرأة القطرية، والتي تلعب دورًا محوريًا في دعم وتنمية رياضة المرأة في قطر، فمن هي لولوه حسين المري؟

Lolwa Hussein Al Marri

أنا خريجة جامعة قطر، وكان تخصصي تربية بدنية، وبعد تخرجي، عملتُ كمعلمة تربية رياضية، وأعتز كثيرًا بهذه الفترة من عملي، وبعد ذلك، عملتُ في اللجنة المنظمة لدورة الألعاب الآسيوية التي أقيمت في قطر في عام 2006م، وكانت هذه أول مرة تستضيف فيها قطر الألعاب الآسيوية، ومشاركتي في تنظيم ذلك الحدث كان من أجمل التجارب التي مررتُ بها، وتمكنتُ من خلاله مقابلة العديد من الناس من مختلف الدول، وعدتُ لمزاولة التدريس بعد الحدث الجميل، ولكنني كنتُ أرغب في العودة والعمل ضمن أجواء البطولات والمنافسات، فغيرتُ مكان عملي، وبدأتُ العمل في اللجنة الأولمبية القطرية، بالإضافة إلى تطوعي في لجنة المرأة القطرية، وبعدها أصبحتُ أمينة سر في عام 2008 م لدورتين أولمبيتين، وقد تم ترشيحي لرئاسة اللجنة رياضة المرأة القطرية بعد ذلك وقد أكملتُ دراستي، وحصلتُ على شهادة الماجستير في إدارة المؤسسات الرياضية من جامعة بواتييه الفرنسية، بعد أن فزتُ بمنحة عام 2009 م من اللجنة الدولية الأولمبية، وورقة بحثي في الماجستير كانت خطة استراتيجية للجنة رياضة المرأة القطرية، وسافرتُ إلى 4 مدن مختلفة لإكمال الرسالة، وتمت مناقشة الرسالة في لوزان بسويسرا، وكنتُ تحت ضغط كبير، لأنني كنتُ أعمل في اللجنة الأولمبية، وأدرس في نفس الوقت، لكنها كانت تجربة جميلة، وعلمتني الكثير.

 

كيف بدأت رحلتك في عالم الرياضة؟

حبي للرياضة بدأ منذ أيام الدراسة، ولكن المشكلة التي واجهتها هو أن المجتمع كان يرى الرياضة كهواية فقط، وليس كمجال عمل للمرأة، وعند التحاقي الجامعة، أصر والدي على أن أتخصص في اللغة الإنجليزية، لأنه كان مهتمًا باللغات، وكان ينصحني بممارسة الرياضة كهواية، وأخذتُ بنصيحته، ودرستُ اللغة الانجليزية لمدة سنتين، لكننا كنا في صراع دائم، لأني كنتُ أرغب في تغيير التخصص، والحمد لله، تمكنتُ من إقناعه، واستطعتُ تغيير تخصصي إلى تخصص تربية بدنية، وسبحان الله، وافق تغيير تخصصي زيادة استضافة قطر للبطولات، بالإضافة إلى زيادة الاهتمام برياضة المرأة، فكان اختاري للتخصص موفق، لأن الدولة كانت بحاجة إلى خبراء في هذا المجال.

 

كيف كانت تجربتك كمعلمة تربية رياضة؟

حبي للرياضة بدأ منذ أيام الدراسة، ولكن المشكلة التي واجهتها هو أن المجتمع كان يرى الرياضة كهواية فقط، وليس كمجال عمل للمرأة، وعند التحاقي الجامعة، أصر والدي على أن أتخصص في اللغة الإنجليزية، لأنه كان مهتمًا باللغات، وكان ينصحني بممارسة الرياضة كهواية، وأخذتُ بنصيحته، ودرستُ اللغة الانجليزية لمدة سنتين، لكننا كنا في صراع دائم، لأني كنتُ أرغب في تغيير التخصص، والحمد لله، تمكنتُ من إقناعه، واستطعتُ تغيير تخصصي إلى تخصص تربية بدنية، وسبحان الله، وافق تغيير تخصصي زيادة استضافة قطر للبطولات، بالإضافة إلى زيادة الاهتمام برياضة المرأة، فكان اختاري للتخصص موفق، لأن الدولة كانت بحاجة إلى خبراء في هذا المجال.

 

ما الذي شجعك لتغيير عملك كمعلمة؟ 

الأمر الذي شجعني لتغيير عملي كان تجربتي في آسياد 2006 م، فقد أحببتُ فرصة التواصل مع مختلف الجنسيات وقت الآسياد، وتعلمتُ منهم الكثير، وبعد انتهاء الألعاب الآسيوية، كنتُ أشعر أنني أريد أن أكرر تلك التجربة، وبعدها التقيتُ بموظفين من اللجنة الأولمبية أبدوا رغبتهم في توظيفي في اللجنة، فسعدتُ بالفرصة، وغيرتُ عملي، وبدأتُ بالعمل في اللجنة الأولمبية.

 

ما هو دور لجنة المرأة القطرية للرياضة؟

هدف اللجنة الرياضية هو تطوير مجال الرياضة المجتمعية، ويتضمن توعية الناس، وتشجيعهم لتغيير نمط حياتهم لتبني حياة صحية، وجعل الرياضة جزء لا يتجزأ من الحياة اليومية في قطر، كما تعمل اللجنة في مجال الرياضة الاحترافية، فنحضّر اللاعبات للمشاركة في البطولات والمنافسات، وتمثيل قطر في المحافل الرياضية العالمية بشكل صحيح، فالمرأة بإمكانها أن تعمل خارج بيتها، وفي نفس الوقت، تحافظ على عاداتها وتقاليدها ودينها، وقد واجهنا العديد من التحديات بسبب جائحة كورونا، فأصبحت معظم أنشطتنا تكون عبر منصات التواصل الاجتماعي، فقمنا بتوفير التدريب للاعبات، كما قمنا بأنشطة رياضية للمجتمع عبر هذه المنصات، لحث النساء على ممارسة الرياضة، والحفاظ على لياقتهن، وبسبب الجائحة، أجبرنا على إيقاف دوري كرة القدم والسلة واليد، ولكن سوف نستأنفهم قريبًا، كما قمنا بأول بطولة (كروس فت) للسيدات في بداية الجائحة، وشهدت البطولة إقبال كبير من الناس، ولذلك نخطط لتنفيذها مرة أخرى، كما نقدم دورات توعوية عن التغذية، واليوغا على مدار العام، ويمكن للجميع الاطلاع على أنشطتنا عبر تطبيق إنستغرام، وسنرجع لنشاطنا العادي عندما يتحسن وضع كورونا.

 

هل واجهتك صعوبات في رحلتك في مجال الرياضة؟

واجهت العديد من الصعوبات في مجال الرياضة، وتكمن الصعوبة في جذب النساء للاحتراف في الرياضة، وتشكيل فريق، لأننا نضطر إلى إقناع أولياء الأمور، ولكن كل عقبة نواجهها تجعلنا أقوى، فتعلمنا من التجارب، واليوم لدينا علاقات عائلية قوية مع اللاعبات وعائلاتهم، فنحتفل معهم في المناسبات، مثل يوم الأم، كما استطعنا زرع الثقة في نفوس العائلات تجاه اللجنة، ومع الوقت، أصبح التواصل معهم أسهل ولكننا نواجه صعوبات مع اللاعبات حين يصلن إلى المرحلة الجامعية، وقد تكون اللاعبة في وقتها في أوج عطائها الرياضي، والاستمرار في الرياضة سيحقق لها نجاحات عظيمة، ولكن اللاعبات يبدأن في التفكير في الدراسة والزواج، فتكون مرحلة صعبة للجميع، ولكن نحاول تخفيف حدة المرحلة، فنحاول أن نبقى على اتصال مع اللاعبات حتى بعد الزواج، ونحاول تسهيل الدراسة لهم من خلال تخصيص معلمين، وتسهيل أوقات التدريب، كما نحاول أن نتواصل مع الجامعة لنتعاون معهم بما يفيد مسيرة اللاعبة، فحتى لو قررت اللاعبة اكمال الدراسة خارج قطر، نحاول أن نجد لهن أماكن للتدريب في الجامعة لتواصل التدريبات

 

بنظرك، هل اختلف إقبال النساء على مجال الرياضة؟

نعم، فقد أصبحن النساء موجودات في كل المجالات، ولكن قد تواجه صعوبة في المجال الرياضي، بسبب نظرة المجتمع للرياضة، حيث يعتقد الكثير أن المجال الرياضي يناسب الرجل فقط، وأنه مجال يحتاج إلى شدة وعنف تفتقر إليهما المرأة، لكنني أؤمن أن المرأة التي لديها هدف واضح، ستصل إليه رغم الصعاب، مع محافظتها على عاداتها وتقاليدها. ولكن الحمد لله، هناك فرق كبير بين مجتمع الأمس ومجتمع اليوم، فبالأمس كنا نجد صعوبات في إيجاد لاعبات، لكن اليوم يحضر ولي أمر اللاعبة، أو زوجها، للمنافسات ليشجعها، كما زاد عدد النساء المحترفات في مختلف الرياضات.    

 

حدثينا عن تجربة مميزة مررت بها خلال مسيرتك.

 

مشاركتنا في دورة الألعاب الأولمبية في عام 2012 م في لندن اعتبره أكبر إنجاز لنا، لأن اللجنة أسست عام 2000 م، وبعد تأسيسها بإثني عشر سنة، اشتركنا للمرة الأولى في الدورة، وكنتُ مسؤولة عن وفد السيدات، وكان الفريق مكون من أربع لاعبات قطريات، وهن آية مجدي لاعبة كرة الطاولة، ونور المالكي لاعبة ألعاب القوى، وندى عركجي في السباحة، وبهية الحمد في الرماية، وقد تم اختيار لاعبة لحمل لعلم دولة قطر، وقيادة الفريق في العرض الافتتاحي لأول مرة، وهي اللاعبة بهية، ومازالت الأولمبياد من أجمل ذكرياتي، وذكرى أخرى أعتز بها كثيرًا هو أي شيء يخص أبنائي عبدالعزيز وابنتي جواهر، ففي بداية رحلتي، أردت التركيز على عملي، ولم أفكر في تكوين أسرة، ولكن أطفالي ملئوا حياتي سعادة. 

 

كيف نمى فيك حب التطوع؟

كنتُ أتطوع منذ أيام المدرسة في البطولات والاستضافات التي تقوم بها قطر، وأعمل مع الاتحادات عن قرب، فتطوعتُ في بطولات المبارزة، وفي كأس الخليج ١١، ودورة الألعاب الخليجية، وفي أيام الجامعة، تطوعتُ في بطولات المبارزة، وبطولات ألعاب القوى، كما كنتُ أتطوع في جمعية السكري، فلدي اختين مصابتين بالسكري منذ الصغر، وتعرفتُ من خلالهما على الجمعية، فتطوعتُ لأتعلم عن مرض السكري، وكانوا يقومون بمخيم اسمه البواسل، ويقومون بالعديد من الأنشطة لطلاب المدارس، وكانوا يبحثون عن شخص ليقدم أنشطة رياضية للأطفال، فتطوعتُ معهم، واستمتعتُ بتلك التجربة، والعمل التطوعي يطور الإنسان، ويبني فيه شعور بالمسؤولية، وحب للعمل. ويمكن للنساء التطوع في المجال الرياضي من خلال لجنة رياضة المرأة، لأن اللجنة تعمل تحت مظلة اللجنة الأولمبية القطرية، كما يمكنهن التطوع عن طريق أي جهة تقوم بفعاليات للسيدات مثل أسباير، ونفرح كثيرًا ويسعدنا وجود فتياتنا للتطوع في التنظيم والتدريب، أو للمشاركة في المنافسات.

 

من الأشخاص الذين تركوا فيك أثرًا؟

والدي، رحمه الله وغفر له، كان له فضل كبير علي، فشخصيته أثرت عليّ في طريقة عملي، فهو الذي علمني أنه يجب على الإنسان أن يكون مخلصًا لعمله، بغض النظر عن الصعوبات التي قد يواجهها، ويضع مخافة الله نصب عينيه، وبعدها ستتيسر كل الأمور، وعندما كنتُ أعمل في اللجنة الأولمبية، كنتُ أحضّر للدبلوم، وبعدها حضّرت للماجستير، وكان والدي دائمًا يدعمني في مثل هذه الأمور، فلما توفى، كنتُ أقول أنه كان سيفرح كثيرًا لو رآني الآن وأنا في منصب رئيسة اللجنة، فجميل جدًا أن يمتلك الشخص فردًا من أسرته يدعمه ويسانده، وسوف يؤثر في حياته بشكل إيجابي، أما الشخص الآخر الذي كان له أثر بالغ في حياتي كان مديري وقت عملي في الأسياد، وهو رجل يوناني اسمه (ستراتس)، ولن أنساه أبدًا، لأنني تعلمتُ الكثير من خبرته.

 

ما هي نصيحتك للنساء في قطر؟

أنصحهن بالسعي لأي هدف يضعنه في عقلهن، وألا يسمحن لأي كائن كان أن يفرض عليهن ما يستطعن إنجازه، كما أنصحهن بالعمل بجد وإخلاص، وأنا فخورة بالشخصيات النسائية في قطر، فالنساء القطريات يملكن قدرات عظيمة، حتى لو لم يسلط عليهن الضوء.

 

  • كاتبة المقالة: لولوة الصايغ.ٍ
  • تم تحرير المقابلة للوضوح والترتيب.
AR